أبصم بالعشرة على ما قاله ملك المغرب محمد السادس عن القمم العربية بأنها “تحولت إلى اجتماعات مناسبات ومجاملات”، وانه لن يحضرها بسبب غياب التعاون العربي في القضايا الإقليمية. هنا أضيف ما أكّدته لي القمة العربية في تونس التي انعقدت الأحد (ويا ليتها لم تنعقد)، أن هذه الاجتماعات باتت أشبه ب “عزومة كناين” يملأ بعضهن الكيد وأخريات الضجر فتحرد واحدة وتهرب أخرى بعد الطعام، وتزيد ثالثة من وصلات الاستعراض وتهزأ من رابعة، وتغفو أخرى على إيقاع الملل والرتابة المكرر؛ بينما بات أمين الجامعة العربية “كحماة” جالسة تردّ لكل واحدة منهن “كيدها” إلا زوجات ابنائها المفضّلين الذين تُغفر ذنوبهنّ دون حساب!. مؤسفٌ فعلاً أن يستعرض الزعماء العرب جميعاً بدعمهم للفلسطينيين والقضية الفلسطينية ويستنكرون شفهياً الممارسات الاسرائيلية في القدس وغزة وغيرها، بينما بيوت معظمهم من زجاج ولا يقبلون إلا المغالاة في التطبيع مع إسرائيل نزولا عند الرغبة الامريكية مُخالفين بذلك مبادرتهم العربية. الحقيقة المؤلمة، ان معظم الحاضرين والغائبين لم يُقدِموا على خطوةٍ عملية واحدةٍ ضد قرارات الإدارة الأمريكية بقضم القدس من الشرعةِ الدولية ثم الجولان، ولو حتى باستدعاء سفير أو إرسال رسالةِ احتجاج للأمريكيين أو الإسرائيليين، وكذلك لم يقدموا الكثير لإنهاء حرب اليمن (التي يغفو رئيسها الشرعي في كل قمّة)، ما يؤكد أن المسرحيات الهزلية الكلامية في القمم العربية موجهةٌ للضحك على ذقوننا نحن الشعوب العربية ليس أكثر.