الهزيمة التي مني بها النّادي الرياضي الصفاقسي في عقر داره على يدي الاتّحاد الرياضي المنستيري بنتيجة (0 – 3) يوم أمس الأربعاء قضت نهائيّا على آمال الفريق في تجديد العهد مع لقب البطولة المحلّية. ولا شكّ أنّ غضب جمهور الأبيض والأسود على فريقه له ما يبرّره اعتبارا لأنّ الوجه الشّاحب الذي ظهر به أبناء المدرّب الهولندي رود كرول والأداء المهزوز الذي قدّموه أمام أبناء المدرّب لسعد الدريدي لا يليقان باسم النّادي وبسمعته وتسبّبا في تسرّب الشكّ إلى النّفوس وتخوّف الغيورين على السّي آس آس من تواصل صيام فريقهم عن الألقاب للموسم السّادس على التّوالي. جمهور النّادي الرياضي الصفاقسي الحاضر يوم أمس بملعب الطيّب المهيري وجلّ أحبّاء النّادي صبّوا جام غضبه على المدرّب كرول إثر مباراة أمس وحمّلوه مسؤولية الهزيمة والأداء المتذبذب للفريق اعتقادا منهم أنّه فشل مجدّدا على مستوى إعداد أبنائه كما ينبغي للمواجهة من النّواحي الفنّية والتّكتيكية والذّهنية. في الواقع ليست المرّة الأولى التي يفشل فيها الإطار الفنّي لنادي عاصمة الجنوب في قراءة أسلوب لعب المنافس ويعجز عن اعتماد اختيارات تساعد فريقه على فرض أسلوبه وتقديم أداء مقنع يطمئن أحبّاء ومسؤولي النّادي على مستقبل الفريق وعلى قدرته على جني الألقاب في نهاية الموسم الحالي. في الحقيقة يمكن القول إنّ الاختيارات الفنّية غير الموفّقة للمدرّب رود كرول تسبّبت منذ انطلاق الموسم في عديد "الغصرات" للفريق وتكرّرت نفس الأخطاء والنّقائص من مباراة لأخرى. وقد كانت جميع المؤشّرات تنذر بحدوث كبوات وعثرات. خلال الموسم الحالي تفادى السّي آس آس الخروج بنتائج سلبية ونجا من عثرات في عديد المناسبات بعد أن ابتسم له الحظّ أو بفضل ردّة فعل اللّاعبين وروحهم الانتصارية العالية وإصرارهم على تحقيق نتائج ترتقي إلى مستوى تطلّعات وطموحات الأنصار... لكن ما كلّ مرّة تسلم الجرّة ومني الفريق بنتائج سلبية في بعض المباريات نتيجة الاختيارات الفنّية والتّكتيكية غير الموفّقة وفشل كرول في قراءة أسلوب لعب المنافس والاستعداد له على جميع المستويات... ولا شكّ أنّ الجميع لاحظوا كذلك سقوط الفريق في سبات عميق خلال الشّوط الأوّل في جلّ المباريات التي خاضها وترك زمام المبادرة للمنافس ثمّ السّعي إلى التّدارك خلال الشّوط الثّاني. ما يعاب على كرول في نسخة موسم 2018-2019 هو عدم اجتهاده في تطوير أداء السّي آس آس وفي أخذ العبرة من الأخطاء التي حصل فيها والاستفادة منها... وحتّى مسؤولو النّادي لم يخفوا في عديد المناسبات استياءهم من اختيارات هذا الفنّي الذي جعل الفريق يلعب بالنّار في عديد المباريات وآخرها مباراة يوم أمس الأربعاء ضدّ الاتّحاد الرياضي المنستيري التي قام خلالها الإطار الفنّي بإدخال تغيرات مؤثّرة على التّشكيلة وإراحة عدد من الرّكائز دون موجب حيث كلّا من حمزة المثلوثي وكينغزلي سوكاري ومحمّد الحبيب الوسلاتي وفراس شوّاط على مقعد الاحتياطيّين بدعوى أنّهم يعانون من الإرهاق وتسبّب بالتّالي في هزيمة الفريق بنتيجة ثقيلة ليفقد السّي آس آس الأمل نهائيّا في المراهنة على لقب البطولة لهذا الموسم.