لا تزال أحداث العنف التي شهدها محيط إدارة المجمع الكيميائي بصفاقس يوم أمس الأوّل السّبت تسيل المزيد من الحبر وتثير عديد ردود الأفعال. وفي الواقع هناك استياء شديد في أوساط المجتمع المدني بالجهة للطّريقة التي واجه بواسطتها عدد من المنتسبين للاتّحاد الجهوي للشّغل الوقفة التي تمّ تنظيمها للمطالبة بتفعيل قرار تفكيك الوحدات الملوّثة بمصنع "السّياب" الذي أعلن عنه رئيس الحكومة يوسف الشّاهد خلال زيارته إلى ولاية صفاقس في أفريل 2017. للتّذكير نظّم "مشروع تونس" بحضور أمينه العامّ محسن مرزوق وقفة أمام إدارة المجمع الكيميائي بصفاقس ظهر يوم أمس الأوّل السّبت للمطالبة بتفعيل قرار رئيس الحكومة يوسف الشّاهد تفكيك الوحدات الملوّثة بمصنع "السّياب". وقد اتّهم مرزوق صراحة بعض "العصابات المنظّمة للاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس" بالاعتداء على المشاركين في الوقفة. كما أشار الأمين العامّ لحزب "مشروع تونس" محسن مرزوق أنّ المعتدين على المشاركين في الوقفة السّلمية يذكّرونه بروابط حماية الثّورة وممارساته التي رافقت حدوث الثّورة قبل حلّ تلك الرّوابط. في بيان أصدره اليوم الاثنين أشار الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس أنّ المكتب التّنفيذي للاتّحاد عقد اجتماعا طارئا يوم أمس الأحد إثر تهجّم محسن مرزوق الأمين العامّ لحركة "مشروع تونس" على النّقابيّين وعلى الكاتب العامّ للاتّحاد الهادي بنجمعة. وجاء في البيان أنّ المكتب التّنفيذي ندّد بتصريحات مرزوق وأكّد أنّ الوقفة الاحتجاجية التي نظّمها حزبه هي جزء من حملته الانتخابية. من جهة أخرى جاء في ذات البيان أنّ الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس يؤكّد على حقّ أهالي الجهة في العيش الكريم في بيئة سليمة ويطالب الحكومة بالتّعجيل بإصدار تقرير الوكالة الوطنية لحماية المحيط وتفعيل الاتّفاق الحاصل بين المجمع الكيميائي التّونسي والاتّحاد العامّ التّونسية للشّغل من جهة والحكومة من جهة أخرى من أجل تركيز المشاريع البديلة غير الملوّثة. في ختام البيان تمّت دعوة المنتمين للاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس لتوخّي المزيد من اليقظة ودعم وحدتهم لمواجهة "ما قد يصدر عن بعض الجهات المشبوهة من سلوكيات وتصرّفات غير مسؤولة غايتها الوحيدة تعكير المناخ الاجتماعي بجهة صفاقس" – حسب التّعبير الوارد في البيان.