بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    آخر ملوك مصر يعود لقصره في الإسكندرية!    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    جهّزوا مفاجآت للاحتلال: الفلسطينيون باقون في رفح    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    تعزيز الشراكة مع النرويج    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنجي الكعبي يكتب لكم : مراجعات على الوافي 4
نشر في الصريح يوم 02 - 05 - 2019


ص134 س9: "في عزْل، قال الشاعر ابن المعلم:
ولأنت إن لم يبلُل الغيث الثرى ❊ تروي الورى بسماحك الهتّان
يعزلوك عن البلاد لحالة ❊ تدعو الى النقصان والشنآن
بل قد رأوا تيار جودك زاخراً ❊ حفظوا بلادهمُ من الطوفان
قلتَ في الهامش: "في الأصلين يروي"، والقراءة بالأصل أقرب "يُرْوَى".
ص135 س5: "وقدموا لابن رئيس الرؤساء السُّفن حتى يعبر اليه". لقب كان يمكن أن يوجد في فهرس للألفاظ الحضارية.
ص134 س 14: من شعر ابن زتادة:
باضطراب الزمان يرتفع الأن * ذال فيه حتى يعمّ البلاءُ
وكذا الماء ساكناً فإذا حرّ * ك ثارت من قعره الأقذاءُ
وله:
إذا طبع الزمان على اعوجاج ❊ فلا تطمع لنفسك في اعتدال
فلولا أن يكون الزيغ طبعاً ❊ لما مال الفؤاد الى الشمال
ص138 س11: ضرورة شعرية لم يلاحظها المحقق، في قول الشاعر:
"يا نفس كم غرَراً ويا * خُدع المُنى كم تسخري بي"
وهي حذف النون من تسخرين.
ص141 س7: شُهدة الكاتبة من الأسماء التي كان ينبغي أن يكون فهرس بآخر الكتاب لها.
ص143 س3: البيت:
"أهلا بغُرّ قوافيكمُ لقد طلعت * شمّ الهوادي لها في [سرّها] أشرُ"
ما بين معقفين زيادة من المحقق، ولكنه في التعليق رقم واحد على هذا الموضع يتبين لنا أنه أهمل ما في النسختين المخطوطين اللتين اعتمدا عليهما وهو "شرها"، ولا يأخذ ما جاء في الديوان وهو "شدها". فهذا التصرف غريب، إذ هناك فرق بين زيادة على ما في الأصل لنقص أو فراغ أو نحو ذلك، وبين إثبات ما في الأصل والتعليق عليه. وعندما نتأمل في المعنى من هذا البيت نجد الشاعر فيه يجيب على قصيدة في مدحه، فمن الطبيعي أن نتوقع الرد المناسب منه بالإطراء ولذلك نقدر أن الكلمة المناسبة في هذا البيت هي "شدها" كما جاء في الأصل (المخطوطتين) ويظهر لنا أن لفظ "شرّها" هو سوء قراءة أو تصحيف من الناسخ. لأن المعنى في "شدّها" هو المناسب، "والشد: الحضر والعدْو، والفعل: اشتد أي عدا". ومعنى "أشَر" حادّ وقويّ.
ص 145 س7: يقول الصفدي: "المقامات المسيحية لأبي العباس النصراني الطبيب. قال ياقوت: أجاد فيها. قلت: ما أجاد فيها ولا قارب الإجادة، والمقامات الجزرية والمقامات التميمية خير منها وما قاربتا الحريرية". حكمٌ تقديري للمؤلف من أحكامه الكثيرة في هذا الجزء على بعض ما ينقله من الشعر والمقامات كما هنا، وكان يحسن بالمحقق أن يدرجها في فهرس بآخر الكتاب.
ص 148س10: مرهف (اسم أمير وشاعر، وهو ابن الأمير فخر الدولة أبو الفتح ابن منقذ) كان ينبغي أن يدرج في فهرس للأسماء كما ذكرنا بالنسبة لغيره في هذا الجزء من الوافي.
ص150 س6: من شعر الخطيب الحصكفي الشافعي:
قم فاسقني خمرة صفراء صافية * صرفاً حراماً فإني غير مكترث
إن كان قد حللوها بالطبيخ ففي * حشاي نار تبقيها على الثلث
قالوا: فلم تتقيّاها؟ فقلت لهم: * إن لأكرمها عن مخرج الخبث
ص153 س8 و13: قال الصفدي: "وقال من مقامة ضمّنها هذا، وهو يقرأ من أوله الى آخره وعظاً منثوراً، ومن آخره الى أوله شعراً زهدياً".
فكيف يخَرّج المحقق هذا الكلام على أنه من بحر المجتث في ستة أبيات؟ علماً وأن المجتث لا يستخدم إلا مجزوءاً، رباعي الأجزاء، وشذ استخدامه تاماً (مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن).
ويجب تصحيح فيه "أحلامُ" لعلها "أحلامٌ" بالتنوين وكذا "أسقامُ" لعلها "أسقامٌ"، ليتفق مع ما يماثله. والبيت الذي لم يثبت قافيته "غال الوهن"؛ لماذا لم تراجع المقامات في مصادرها لتصحيح هذا الشعر الذي كما قال الصفدي يقرأ (...) وعظاً منثوراً، وهو مقامة.
ص161 س19: لابن ظهير الحنفي الإربلي، قصيدة طويلة رائعة في رثاء النووي، محيي الدين يحيى بن شرف، أوردها الصفدي، يقول الإربلي في مطلعها:
عزّ العزاء وعمّ الحادث الجلل * وخاب بالموت في تعميرك الأملُ
واستوحشتْ بعدما كنت بالأنيس لها * وساءها فقدك الأسحارُ والأصُلُ
وكنت تتلو كتاب الله معتبراً * لا يعتريك على تكراره مللُ
قد كنت للدين نوراً يستضاء به * مسدداً فيه منك القول والعمل
.الخ.
ص166 س12: "كان أديباً فاضلاً حُفَظة للأشعار والحكايات لطيف الأخلاق حسن المجالسة أذهب عمره في مخالطة الفضلاء... فصيحاً يتكلم في الأعزية والمحافل والمشاهد.." قوله "الأعزية" مفرده العزاء. وصفه ب "حفظة".
ص167 س13: النحوي اليمني
"فإذا مدَح لا يزيد على بيتين وإذا هجا فكذلك"، فمن ذلك يهجو يحيى بن مقبل:
يقولون لي قد تاب يحيى بن مقبل ❊ الى ربه والله يعفو وهو رحيم
فقلت لهم هذا المحالُ بعينه ❊ لمن خُلقتْ إن تاب يحيى جهنّمُ؟
ص170 س1: "زعيم الدين"، "مسدد" (ص177 س2)، "محمد بن محمد بن علي الزينبي" ،"أسد السنّة" (ص177 س2) ، أسماء كغيرها من الأسماء والألقاب التي لم تفهرس.
ص176 س12: يحيى بن عبد الحميد العجلي الكوفي الحافظ... "وكان شيعياً له كلام تجنٍّ في حق معاوية، نقله الخطيب (".. مات معاوية على غير ملة الإسلام").
ص178 س1: "الأبيض السرقسطي"، "... كان أبيض الرأس واللحية والحاجبين وأشفار العينين [خلقة] ولذلك يقال له الأبيض".
زيادة [خلقة] بين معقفين تغني عنها الإشارة اليها في المراجع الأخرى بالهامش، لأنه من الحشو، وهو ليس من أسلوب الصفدي.
ص181 س1: في ترجمة "القوصي الشافعي"، ابن زُكير، جاء ما يلي: "ولم يُعب الناس عليه إلا أنه كان يداوم مسئلة الحيلة في المعاملات، يبيع السجادة ونحوها بآلاف، ويشتريها بما يعطيه في المعاملات التي قُرّرت قبل المعاقدة، وكان يقول: إذا طولبتُ بها في غد قلت: هذا والشافعيُّ وأصحابه جوّزوا ذلك، وأنا مقلّد".
"مسئلة"، كما ترسم في الشرق عامة، مسألة.
ص180 س12: "حضرتُ عنده الدرس (...) وكان درساً مفيداً فيه تحقيق وقلة لغط، يُتقنه ويحرر الكلام فيه".
هنا نقل لنا المحقق لفظ "غلط" بدل "لغط"، ونعتقد أنه غير موفق في اختيار اللفظ المناسب، فكان يجب أن يراعى ذكر التنويه بالدرس بأنه مفيد وفيه تحقيق، فغير مناسب أن يكون فيه غلط ولو قليل، لأن الغلط لا يناسب الدرس الذي من وصْفه أنه فيه التحقيق والإفادة. واللغط الأصوات المبهمة المختلطة والجلبة لا تفهم أو الكلام الذي لا يبين.
ص182 س10: تدخل المحقق ليضيف ما "أسقطه" الصفدي في ترجمة "القرطبي"، تدخل غير منسجم مع النص. وهل الصفدي كان ينقل من المصادر كل ما يجده فيها عن تراجمه أو وفياته؟ وهل إذا تأكد لديك أنه أسقط ما أسقطه تأتي أنت هنا لتحيطنا علماً بما أسقطه، فهل تريدنا أن نؤاخذه على ما فعل أم نشركك في مؤاخذته عليه؟!
ص183 س11: "تعاشير"، تسمية للشاعر أبي الحسين الجزار المصري. اسم كان ينبغي أن يدرج في فهرس للأسماء.
"يقول الشاعر:
ما لتعاشير غلا قيمةً * عليّ قامت من مواعينهِ
فلا يلمني وليلم نفسه * إذ هو مذبوح بسكينهِ
والله ما أغضبها فعله * إلا لتقطيع مصارينهِ"
كان ينبغي تصحيح الشعر على ما يؤدي من المعاني أجودها لا إثبات في النص ما لا يستقيم مع معناه. فالمحقق أثبت "حلاقيمه" بدل "غلا قيمة" و "عصّبها" بدل "أغضبها" اللتين أشار اليهما في الهامش.
ص183 س8: أبو الحسين الجزار.."وكان [يتزيا] بزي الكتّاب".
أولاً كتابة "يتزيا" خاطئة وإنما هي يتزيى. ولو ألغينا هذه الزيادة بين معقفين التي زادها من فوات الوفيات لقرأنا نص الصفدي كما يلي: "وكان بزي الكتاب" على معنى وكان يظهر بمظهر الكُتاب لأنه جزار حرفة، وهو ما يؤيد ما وصف به في ترجمته من أنه "كان بديع المعاني جيد التورية والبديع عذب التركيب فصيح الألفاظ..". على أن قراءة "بَذّ الكتّاب" أي فاقهم، أقرب لما وُصف به (ص185س7) من أنه "أديب الديار المصرية وإمامها" و "الأديب المصري". ولا نعلم للكتاب زياً متميزاً ولذلك قدرنا أن لفظ "بذ" هو الأنسب، خاصة والصفدي قد خصه بأكثر الصفحات في الكتاب (من183-212).
ص183 س10: ترجمة أبو الحسين الجزار المصري "وكان يسمّى تعاشير، ولذلك يقول: ما لتعاشير.. إلخ (الأبيات الثلاثة المتقدمة). فالضمير في "يقول" يعود على تعاشير ضرورة، وهذا غير صحيح إنما هذا شعر قائله يثلب فيه تعاشير، أي أبا الحسين الجزار، ولذلك كان ينبغي على المحقق أن يقول لنا إن الشاعر هو مجاهد الخياط الذي نسب له الكتبي في فوات الوفيات هذه الأبيات الثلاثة، لا يذكره في الهامش ويترك الضمير في "يقول" يعود على تعاشير. فالأدنى أن يقول: "ولذلك يقول الشاعر" ليناسب ما ذكره في نسبته في فوات الوفيات بالهامش.
ص196 س 13: "زربول الأدب". من الألفاظ التي كان ينبغي أن تفهرس.
ص185 س 4: "قيل إنه اجتمع يومًا هو وأصحابه وأرادوا النزهة، فأخرجوا من بينهم دراهم، وأخذوا منها عشرة دراهم، وجاؤوا بها الى جزّار في باب زويلة، فوقفوا عليه وقالوا له: أتدري من هذا الواقف عليك؟ قال: لا، قالوا: هذا الشيخ جمال الدين أبو الحسين الجزار، أديب الديار المصرية وإمامها، فباس الجزّار السكين وقدّمها لأبي الحسين، وقال: يا سيدي، والله ما يدخل يَقطع هذا اللحم إلا أنت، فلما دخل أبو الحسين شرع يحُط لهم الرَّقبة والعُرقوب والمَراق والعظام والمطاميط، وأصحابه ساكتون لا يكلّمونه حتى فرغ، وأخذوا اللحم وقالوا له: أمّا الرجل فإنه خلاه الذمّ وعداه اللوم، لأنه مكّنك من أطايب اللحم، وأنت فعلت بنا هذه الفعلة، فقال: بالله اعذروني، والله لمّا رأيت نفسي وأنا خلف القَرْمية والساطور، وبيدي السكين والشِّقة جاءتني لآمة الجزارين وما قدرت أفعل غير ما رأيتم، فضحكوا".
ص188 س 16: في ترجمة "الجزار المصري"، نقل الصفدي قصيدة رثاء فيه للسراج الوراق، وهي طويلة، ونذكر لغرض التصحيح أبياته التي جاء فيها قول السراج:
أقول لمن نعاك ولا امتناعٌ * لأحزاني عليك ولا امتنانُ
ألا عزّ القوافي اليوم عمن * بكته البِكر منها والعَوان
وشُقّت عند منعاه جيوب * عليه والبيان لها بَنان
لها إيطاء حزن بعد حزن * وإكفاء لدمع لا يصان
وإقواء برفع فوق نعش * وخفض في اللحود له مكان
كلمة "منعاه"، ذكر لنا المحقق أنها "في الأصل: معناه". ونحن نعتقد أنه الأصح لأن المقصود ليس النعي وقد تقدم سابقاً في البيت الأول المذكور هنا، ولكن المقصود هو "المعنى"، وعلى أساسه مضى الشاعر يذكر البيان عن ذلك المعنى وعرَض لمصطلحات الشعر المتعلقة بالقوافي كالإيطاء والإكفاء والإقواء.
ولا نعتقد أن المحقق بلغ من التجاوز على النص حداً أقصى من هذا التجاوز حين يسقط الى الحاشية ما في الأصل كما في هذا المثل، ويعتمد قراءة مصححة في مكانها دون اعتبار أهمية ما بيّنه الصفدي من أنه نقل هذا الشعر من خط الشاعر نفسه حيث يقول: "ولما توفي (الجزار المصري) رثاه السراج الوراق، ومن خطه نقلتُ: ... ". فكلام الصفدي هنا كان ينبغي أن يجعل المحقق يتثبّت أكثر قبل أن يدخل على النص تغييراً بتلك الأهمية.
ولقد أورد الصفدي شعر كثيراً للشاعر المصري المشهور بالجزار المصري، أبي الحسين يحيى بن عبد العظيم وأشار الى ديوان له بعنوان "تقاطيف" له (ص184، وورد مصحفاً "تقطيف" في ص 253 التعليق 5) وأشار المحقق الى أن هذا الديوان نشر في العراق بتحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي وصناعة هذا الشاعر هي" الجِزارة، وقال فيها شعراً كثيراً (ص198 وما بعدها) فكيف نجده موصوفاً في هذه الترجمة له بأنه "يتزيى بزي الكتاب"، وهو جزار معروف! ذلك ما أبرزه لنا المحقق ولنرى صحة ما أورده النص فيما يلي:
"وله شعر في جِزارته (ص199):
وكم يوم ببيع اللحم عندي ❊ يعد من البوار بألف شهر
"ومن أبيات له:
فاللحم والعظم والسكين تعرفني ❊ والخلع والقطع والساطور والوضم
"وله في حرفته "قصاباً" (ص200 س12):
لا تلمني يا سيدي شرف الدي ❊ ن إذا ما رأيتني قصّابا
وقال يصف حاله ولباسه، مما يستبعد معه أنه يتزيى بزي الكتاب!
في قول الوراق في جواب الجزار المصري [من الخفيف]:
"كم إلى كم تظلّ مادح مثلي * بكُنًى قد خبّأتَها ورموزِ
ما نحا مثلها المطرِّزُ هيه * ات ما لديك من تطريز
ربّ يوم ركبتَ فيه أميراً * وتركت المخيط للمدْروز
دخلتْ هيبةٌ لك في قل * بي ولكن دخولها من طيزي" (ص194 س3).
قال المحقق في الهامش تعليقاً على "هيبته": "في ت: هيبته، وهو مختل أيضاً وقد يكون: دخلتْ هيبةٌ [لودّك] في قلبي". ونحن نقول له: لعله "دخلتْ من هيبته لك في قل * بي.."، وذلك للاحتفاظ بأكثر ما في الأصل وغير مختل الوزن.
ص195 س3: "العدوّ الأزرق"، في شعر يحيى بن عبد العظيم الجزار المصري:
والذي لم يزل صديقي وإن كا * ن لغيري، فهو العدوّ الأزرقْ
ص196 س11: "يريد بذلك ابن بُلْيمان". اسم كان عليه أن يوجد في فهرس.
ص203 س1:
فكان النّصب فيه عليّ نصباً ❊ وكان الرّفع فيه لغير قدري
علق المحقق على كلمة "فيه" بقوله: "في الأصل.. «عليّ فيه»، وبذلك يضطرب الوزن".
ونقول: تصحيح الشعر كما في الأصل أصح: "فكان النصب عُلِّيَ فيه نصباً"
ص203 س8: وقال يحيى بن عبد العظيم الجزار:
بتُّ وأثوابي ككُت * بٍ مزّقتها الأَرَضهْ
فعوْرتي مكشوفة * وسترتي مُقرّضهْ
"مقترضهْ" كذا في الأصل، وإثبات ما في الأصل أصح ولا داعي لتغييره.
ص205 س14: "وقال الجزّار:
تُكلّفني نفسي أمور عظيمة * يُقصِّر جاهي دونهنّ ومالي
وأحمل همّ الناس شرقاً ومغرباً * كأنّ جميع العالمين عيالي
ص211 س4: قصيدة قبيحة! (الصفدي لا يتحرج من ذكر الشعر القبيح بألفاظه الفجة) والبيت الثالث:
قُومي ارقُصي فلقد لإيقاع الخُصى ❊ طربٌ يهزّ لحسنه عطفاك
علق المحقق على لفظ " فلقد" بقوله: "كذا في الأصلين والمنتخب"، بمعنى أنه توقف عند فهم الكلمة، فلم يتبين معناها أو موقعها من الجملة. والحال أن "فلَقَدْ": حرفان، لام الابتداء و"قد" للتحقيق، وهما في جملة معترضة كالآتي: "قومي ارقصي فلقدْ – لإيقاع الخُصَى – * طربٌ يهزّ لحُسنه عطْفاك".
ص218 س12: "وأخذ في التضريب بين العرب وهم أمم كثيرة في إفريقية فما زال يأخذ هذه القبيلة بالأخرى الى أن بلغ منه غرضه". تعبير متميز.
ص216 س4: "لم يكن بالأندلس أبصر منه بالكلام والبحث..". تعبير متميز أيضاً.
ص216 س6: كيف لنا بمعرفة ترجمة الأمير أبي زكريا الحفصي المعروف "بصاحب إفريقية وتونس" وعنوانه بالوافي "صاحب إفريقية"، ولا يظهر له هذا الاسم في "فهرس أصحاب التراجم" إلا تحت مسمى "يحيى بن عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمر الهنتاتي". فهل من المفروض أن يُعرف اسمه حتى يُرجع اليه تحت هذا الاسم وليس تحت أبي زكريا الحفصي أو صاحب إفريقية.
ص216 س 9: "... كان أبوه نائباً لآل عبد المؤمن على إفريقية، فلما توفي والده جاء من قبَل المؤمنيّ الأمير عَبّو فقام يحيى هذا ونازعه وقهره، وغلب على إفريقية، وامتدت أيامه وملك بضعاً وعشرين سنة واشتغل عنه بنو عبد المؤمن بأنفسهم، وتوفي سنة سبع وأربعين وست مائة.
"وأصله من برابر مصمودة، وهم الذين قالوا بدعوة مهديهم، وكان لهم في بناء الدولة مقام عظيم. وكان أبو حفص جدّ هذا يحيى أحد العشرة الذين سبقوا الى مبايعة المهدي. وورث أبوه الرئاسة العظيمة الى أن ولي الناصر من بني عبد المؤمن؛ وكان عبد الله بن يحيى قد ولي إفريقية من قبل أخيه يحيى، فنفرت القلوب منه لبخله وجبنه وأخوه يحيى أصغر منه، يتصرّف بين يديه. وتألّف الناس بأنواع السيادة، فأُغريَ به أخوه عبد الله، فأراد الراحة منه، فأعطاه ولاية قابس، وهي في شرقي إفريقية، فاستجلب العرب ومال أعيانها معه، وظهر منهم ما أوجب خروج أخيه بالعساكر، وكانت سنةَ جدب، فصاح الجند وضجّوا، ولم يعطهم إلاّ اليسير، فخلعوه بظاهر القيروان، ورجموا خيمته بالحجارة، وصاحوا باسم أخيه يحيى، فبادر من حينه وقيّد أخاه عبد الله وأرسله في البحر الى المأمون القائم بإشبيلية.
"وكان يحيى قد قام بدعوته، وقام أخوه عبد الله بدعوة ابن الناصر القائم بمرّاكش، فآل أمره مع المأمون الى أن ضُرب عنقه. وكان استيلاء يحيى على السلطنة سنة خمس وعشرين وستّ مائة، ولم يقنع بإفريقية حتى صار الى بجاية، سرير سلطنة الغرب الأوسط وفتحها، وغرّق في البحر صاحبها أبا عمران من بني عبد المؤمن، وصار له الغرب الأوسط. ثم أخذ في الراحة من القوم الذين يمتنّون عليه بالسلطنة، ففرّقهم على أقطار الأرض بأنواع الحيل، وأخذ بعضهم ببعض الى أن لم يبق له من يغصبه. وولّى ابنه أبا يحيى ولاية عهده على الغرب الأوسط. وخاطبه بالطاعة أهل إشبيلية من الأندلس وغيرها، وخاطبه بذلك أهل سبتة من الغرب الأقصى. وامتدّت سلطنته من ودّان، المعقل المشهور ببرقة، الى البحر المحيط نحو خمسة أشهر. وصار يركب في نحو مائتي ألف من الجند والعرب.
"ولما غلب المأمون على مرّاكش وقتلَ هنتاتة، قبيلة أبي زكرياء، وكان في جملة من قتل أبو إسحاق، أخو أبي زكرياء، عدل عن الخطبة له، وخطب لعدوّه يحيى بن الناصر. ثم لما علم ضعف يحيى، وأن الهزائم توالت عليه، وتوقّع أن يقرّ الى إفريقية طالبا بها إظهار أمره، أزال اسمه من الخطبة، وخطب لنفسه وأبقى ذكر خلفاء بني عبد المؤمن الأموات، الى أن أسقط أسماءهم بعد ذلك بالتدريج، وصارت الخطبة لا يذكر فيها الاّ مهديهم وهو بعده.
"ولما حسم أمور الموحّدين الذين هم أرباب الدولة، وصاروا له كالعبيد طاعة، أخذ في التضريب بين العرب، وهم أمم كثيرة في إفريقية، فما زال يأخذ هذه القبيلة بالأخرى الى أن بلغ منهم غرضه، ولم يُبق لهم كلمة مجتمعة، وصاروا كالرعية بعدما كان صاحب إفريقية معهم في ذل عظيم. وصار المسافرون يسافرون في بلاده من أولها الى آخرها في أمان متّصل، وجعل على الطرقات أقواماً مرتّبين لهم رسوم عليه، وهم ضامنون لكل ما ضاع للمسافرين، ولا يأخذون من أحد درهماً، لا على بضاعة ولا على دابة؛ وكان ذلك من حسناته التي عمّرت بلاده. وأمّن عساكره وأسند أمورهم الى الثقات، وأجرى عليهم الأرزاق المتصلة وكان لا يحيل أحداً على جهة، ويقول: أنا أقدرُ على خلاص الأموال، وإنما يعطيهم الأموال من بين يديه.
"وجعل أجناده أصنافاً، من مصامدة وعرب، ومن أندلس ومن غزّ ومن ترك، فصار كل صنف يقول: بنا الاعتداد. ومتى قوي صنف كان قبالته من يصدّه. وصار يباشر الأمور بنفسه، ولا يركن الى أحد؛ وكان كثيراً ما يتستّر بالعطاء، وكان الفقراء والأيتام، كل بكرة يخرج فيجلس في مجلس مخصوص، ويحضر الأمراء والجندُ والوافدون، ولا يأنف أن يتكلم في جليل الأمور وحقيرها، ثم يُطعم العساكر، فإذا حضر وزير الأموال انتقل به الى مكان آخر مع من يُشرّفه بالحضور من الفضلاء: من فقيه وأديب، ومنجّم وطبيب. وإذا فرغ من هؤلاء دخل الى داره واستراح الى أذان العصر، فيخرج الى موضع آخر غير الموضعين الأوّلين، يتفقّد فيه الأمور الخاصة بقصره، فإذا أذّن المغرب دخل الى ما هنّأه به من اللذات".
في هذا النص توقفان: الأول، الأمير عَبّو (في الأصول عبّوا) ولم يذكر المحقق من أين أتى بالتصحيح. والمقصود به عبّو بن أبي محمد ابن الشيخ أبي حفص، وأخباره في ابن خلدون. الثاني، قوله: "وكان عبد الله بن يحيى قد ولي إفريقية من قبل أخيه يحيى". لعله يقصد عبد الله بن عبد الواحد.
(يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.