من ينظر لما يجري في منطقة الشرق الأوسط جرّاء حادثة الهجوم التي طالت 4 سفن في عرض البحر القريب من ميناء الفجيرة الإماراتي و تزامن ذلك مع وجود الأسطول البحري الأمريكي في عرض البحر الأبيض المتوسط و الرمال المتحركة بالجهة عموما سواء باليمن أو بسوريا أو بليبيا يخلص إلى فكرة مفادها و أن المنطقة قادمة على حرب قد تفوق حدّتها الحرب السابقة على العراق زمن الشهيد صدام حسين خاصة مع كل التهديدات الأمريكية لإيران بالتحديد بما فيه الحظر الاقتصادي التي تفرضه عليها. و لكن السؤال هو هل تجرأ أمريكا على اشعال حرب جديدة؟ و أيضا من المستفيد من وراء تخريب السفن الأربعة؟ و هل هناك لاعب يدير خيوط اللعبة من وراء الستار؟ أعتقد جازما و أنّ التهديدات الأمريكية لإيران لا تعني بالضرورة حصول احتكاك بينهما حتى لا نقول حربا جديدة بالمنطقة لعدّة أسباب لعلّ أهمّها و أنّ أمريكا فقط تريد الضغط على ايران بتواجد أسطولها عرض البحر من أجل المزيد من الابتزاز فحسب وفي سياق متصل ألم يهدد "ترامب" كوريا الشمالية بمحقها من الوجود ثم بعدها يحاورها و يشجعها من أجل تحجيم قوتها النووية؟ و نفس الشيء فعله مع ايران بفتحه خط اتّصال مباشر معها بالرّغم من كل التهديدات العلنية و الحظر الاقتصادي المفروض عليها؟ و لكن يبدو أيضا و أن ايران – إذا كانت هي وراء حادثة السفن – فهي تريد ارسال أكثر من رسالة و لأكثر من طرف، أوّلا لجس نبض و ردّ فعل أمريكا حول هذه الحادثة و ثانيا رسالة إلى الاتحاد الأوروبي تقول له فيها ابق على موقفك الثابت حول الاتفاق النووي و رسالة ثالثة للدول الخليجية مفادها " أنّ ايران هي قوّة بالمنطقة لا تهابكم و لا تهاب حتى مظلتكم أمريكا؟ و هذا سيربك الدول الخليجية خاصة بوجود أذرع لإيران في أكثر من دولة عربية قريبة من الخليج. إلاّ أنّي و بالرّغم من كل هذه التكهنات و السناريوهات السابقة استشعر و أنّ هناك طرفا هامّا يرقب من بعيد تطور الأحداث بالمنطقة و قد يكون وراء حادثة تخريب السفن و ذلك من أجل اشعال حرب ضدّ ايران باعتبارها عدوته اللدودة و يخشاها.وهذا الطرف المتخفي هو في نظري الكيان الصهيوني الذي قد يجد في هذه الحادثة الفرصة الذهبية للتخلص من ايران التي مرغت أنفه في أكثر من مناسبة عبر أذرعتها سواء كان حزب الله اللبناني أو منظمة "حماس" الفلسطينية و بالتالي هذا الثعلب الصهيوني أراد أن يروع من حادثة السفن أهدافا كثيرة وفي مقدمتها التخلص من القوة النووية الايرانية و قد يدفع بالولاياتالمتحدة من أجل ذلك الهدف و بالتالي القيام بضربات محدودة للمنشآت النووية الايرانية لتواصل اسرائيل استفرادها بالمنطقة و تفرض بمعية الولاياتالمتحدة صفقة العصر في ظل دول عربية ضعيفة و متناحرة...؟