ميثاق قواعد السلوك السياسي الذي أعلن رئيس الحكومة عن اطلاق مشاورات ارسائه مع الاحزاب و المنظمات و مكونات الساحة السياسية ، يتطلب قبل كل شيء ان يبادر مقترحه و متبنيه بتقديم اعتذاراته العلنية عما بدر عنه من الفاظ بذيئة تجاه المنصف المرزوقي في فيديو شهير عقب انتخابات 2014 ، أو ان يكذبه و ينكر ما ورد فيه و يتبرء منه امام المواطنات و المواطنين انه شرط ضروري حتى لا يكون ميثاق أو مدونة السلوك السياسي كما يحلو لاصحابها ان يسموها ، مطية لتفادي و تجنب النقد اللاذع قبل انتخابات لم يعد يفصلنا عنها سوى أشهر معدودات ، و حتى لا يكون الهدف من العملية محاولة للظهور في صورة السياسي الراقي و المهذب في مقابل معارضين همجيين و منحطين في كل الاحوال فأن مثل هاته المواثيق و المدونات و التي بالطبع لا صبغة قانونية لديها و لا عقوبات تقرها ، لن يكون لها أي تأثير على واقع الاشياء و الممارسات و الاقوال ، و ستبقى حبرا على ورق، سيوظف بكل تاكيد في الحملات الانتخابية كل حسب هواه في المقابل ،فان ارتقاء الخطاب السياسي لهو مقترن اساسا بارتقاء الوعي الشعبي و ما يفرزه من نواب و مسؤولين هم في الحقيقة مراة للمجتمع و لو بنسب متفاوتة و متباعدة و هو رهين المراكمة و التطور و الاجتهاد . ناشط سياسي مستقل