سي حسين الديماسي غاضب وساخط لان الحكومة منحت الموظفين عطلة بثلاثة ايام بمناسبة عيد الفطر الذي يتوج فريضة الصيام واعتبر تلك العطلة ضربة موجعة لاقتصاد البلاد ونوعا من الشعبوية وتسخينا للحملة الانتخابية...وو... وما ان قرات هذا الخبر حتى قلت وسالت نفسي وقد وجعني قلبي ومعه راسي هل ان سي الديماسي غافل ام ناسي ان التونسيين يستعدون استعدادا حثيثا منذ زمان لعيدي الفطر والاضحى ويجرون ويتعبون من اجل حسن الاحتفال بهما ويقولون (يا قلة الصحة)؟ وهل يرى سي الديماسي بعقله الواعي الرشيد ان يوما واحدا كافيا للاحتفال بهذا العيد؟ وهل يريد سي الديماسي بحساباته الاقتصادية او السياسية ان يشتغل الموظف الى اخر يوم من رمضان اي ليلة العيد ثم يعود الى بيته واهله بعد يوم عمل كامل ثم يذهب الى السوق ليشتري لوازم العيد من حلويات ولباس ويتعب ليله كله وربما حتى مطلع الفجرفي اللف والدوران و في البحث والجري والتنقل والتقليب والهزان والحطان؟ وهل يريد سي الديماسي ان يقضي التونسي يوم العيد متنقلا ما شيا او راكبا في الانهج والطرقات في زيارة الاهل والأقارب والاعمام والخالات والعمات ثم يعود الى بيته متاخرا منهوك القوى ليصبح غدا منتصبا في وظيفته كانه ما تعب وما تنقل وما طاف وما سعى؟ اليس من المعقول يا سي الديماسي ويا ايها الرجل الواعي العاقل الرشيد ان تراف الحكومة بهذا الموظف وهذا العامل وتراعي وتقدر ما سيلاقيه من اتعاب ومشاق بمناسة هذا العيد فتسعفه بثلاثة ايام على الاقل والتي قد لا يحقق فيها ما يبتغي وما يريد من اداء اعمال وواجبات وطقوس وعادات العيد؟ فاين الشعبوية واين الحملة الانتخابية واين الماسي يا سي الديماسي؟ وانت تعلم بحكم سنك وثقافتك علم اليقين ان هذه العطلة معروفة لدى التونسيين منذ عهود ومنذ سنين وقد اصبحت من حقوقهم بصفة قانونية تقليدية؟ فعيد سعيد يا سي الديماسي وعمر مديد واعلم وتذكر وتاكد ان عطلة العيدين قد فكر فيها وضبط شؤونها حكماء التونسيين منذ زمن طويل بعيد وتاكد انك لا ولن تستطيع ان تغيرها انت ولا غيرك من المنتقدين ومن الرافضين ومن الغاضبين لانك لو كنت مكان هذه الحكومة او غيرها من الحكومات التي سبقتها منذ سنوات لعلمت ولخفت من ان اغضاب التونسيين وعدم مراعاة ظروفهم واتعابهم ومشاعرهم ومختلف احوالهم يوم العيد بعطلة مناسبة منطقية معقولة سيجعلهم ينقمون على كل ما في هذه البلاد وعلى وعلى كل وعلى اي حكومة وبعبارة عامية مختصرة(سيكرهون هذه البلاد وهذه الحكومة وستدخل فيهم غولة) وهل هناك عاقل يعور او يطمز عينه باصبعه كما يقول التونسيون ويلعب بعطلة العيد فينقص منها بتسرع لا تخفى عاقبته لدى كل عقل رشيد وصاحب كل قول صادق سديد