بلدية صفاقس كانت محلّ انتقادات شديدة من قبل نشطاء المجتمع المدني ومتساكني الجهة عموما بسبب انتشار مختلف مظاهر الانتصاب الفوضوي بطرق عشوائية بكافّة أنحاء المدينة وبشكل غير مسبوق دون حسيب ولا رقيب خاصّة منذ حلول شهر رمضان – الشّيء الذي أدّى إلى تكدّس الفضلات والأوساخ في كلّ مكان وبكمّيات غير معهودة ليطلق المواطنون صيحات فزع يوم عيد الفطر ناشرين صورا لما خلّفه الانتصاب الفوضوي من تلوّث للمحيط بشكل كارثي لم يسبق للمتساكنين أن شاهدوا مثيلا له. بسبب ما خلّفه الانتصاب الفوضوي من مظاهر غير حضارية وغير معهودة بالنّسبة لسكّان عاصمة الجنوب سارعت رئيسة لجنة النّظافة والمحافظة على البيئة المستشارة راوية عميرة منذ صباح أوّل أيّام العيد بدعوة عمّال النّظافة التّابعين للبلدية للتّجنّد لتنظيف الشّوارع والسّاحات من مخلّفات الانتصاب الفوضوي الكارثي... وقد ساهم بعض المنتمين للمجتمع المدني وعدد من المواطنين في هذه العملية ليحلّ في نهاية المطاف رئيس البلدية منير اللّومي لأخذ صورة تذكارية بلباس العيد مع أعوان النّظافة – وكأنّ نظافة المدينة تعتبر إنجازا عظيما في حين أنّه تغافل عن اتّخاذ الإجراءات الضّرورية لمنع الانتصاب الفوضوي بمثل تلك الشّاكلة العشوائية بعد أن نجحت النيابة الخصوصية للبلدية في الحدّ من هذه الظّاهرة وتنظيمها خلال السّنوات الماضية. رئيس بلدية صفاقس قرر غلق سوق باب الجبلي للسّمك منذ ليلة العيد – الشّيء الذي أدّى إلى انتصاب بائعي السّمك خارج السّوق وفي محيطه بشكل فوضوي يوم أمس الجمعة وخاصّة اليوم السّبت. وقد عبّر صيّادو الأسماك القادمين من قرقنة وسيدي منصور واللّوزة وغيرها من جهات صفاقس وكذلك الباعة عن استيائهم من تواصل غلق سوق السّمك إلى جانب تذمّر المواطنين كذلك من هذا القرار الذي أدّى إلى انتقادات شديدة للمجلس البلدي برئاسة منير اللّومي. في ردّه على قرار غلق سوق الأسماك بباب الجملي صرّح رئيس البلدية منير اللّومي لقسم الأخبار بإذاعة صفاقس اليوم السّبت أنّ إعادة فتح سوق السّمك بباب الجبلي سيكون متزامنا مع إعادة فتح سوق الجملة للخضر والغلال خلال الأيّام القادمة – وهي إجابة لم تقنع المتذمّرين من قرار غلق سوق الأسماك بباب الجبلي. السّؤال المطروح بإلحاح لدى الرّأي العامّ بعاصمة الجنوب حاليّا هو هل أنّ البلدية أصبحت تشجّع على الانتصاب الفوضوي أم أنّها مجرّد قرارات ارتجالية وغير مدروسة دون الاكتراث بنتائجها؟