حين استضاف أحمد منصور كبير المفاوضين الفلسطينيين "المشلوح" صائب عريقات حول الوثائق المسربة من مكتبه بخصوص المفاوضات مع أبناء العم، اشتد غضب عريقات واستظهر برزمة من الوثائق لوح بها في وجه محاوره قائلا له "سلم هذه لوضاح خنفر في الدوحة" فكان رد أحمد منصور حاسما وحادا "لست ساعيه الخاص ولا أوصل له شيئا يمكنك إرسال ما تريد إلى مقر القناة"... ووضاح خنفر هو مدير عام شبكة الجزيرة التي تضم الجزيرة أخبار ومباشر والجزيرة بالأنجليزية وباقة القنوات الرياضية والجزيرة الوثائقية... وتنسب الجزيرة إلى عدد من الصحافيين الذين أتيحت لهم كل الفرص للتميز، ولا يعرف الملايين مديرها العام "وضاح خنفر" الذي يدير رأس هذه القناة دون أن يستغل مساحاتها للظهور وإبداء رأيه فيما يجري من مستجدات سياسية، وشاهدناه مؤخرا بعد قتل المصور الصحفي "علي حسن الجابر" ليدين هذا الاغتيال... ابتعد "وضاح خنفر" عن الأضواء _أو كاد_ منذ توليه منصب مدير عام شبكة الجزيرة بكل قنواتها التلفزيونية سنة 2006 بعد أن عمل مراسلا للقناة الإخبارية في عدد من المناطق الساخنة، وكان مديرا لمكتب الجزيرة في العراق في حربها ضد التحالف الدولي سنة 2003... وما أشبه اليوم في ليبيا بالبارحة في بلاد الرافدين... و"خنفر" المنحاز للتيار الإسلامي، وعضو حركة حماس في السابق _كا يردد البعض_ التزم بقواعد العمل المهني، وانتهى مديرا بعيدا عن "أضواء الشهرة"، ولم نسمع يوما مذيعا في قناة الجزيرة يشكر "مدير القناة" على دعمه للصحافيين وعلى توفيره لكل مقومات العمل الإعلامي الجيد مهما كانت الرائحة التي يشتمها من هذا العمل... أما عندنا فالأمر مختلف جدا، "باعث القناة" موجود في خطاب العاملين في القناة، حاضر في أذهانهم، دفاعا عن "نجوميته"، وهو لا يفوت الفرصة ليقول رأيه في قناته، وصحافييه، وحراسه، و... و... وقد هوجم "نبيل القروي" في ندوته الصحافية (ننسب الندوة إليه احتراما لسياسة التماهي بين باعث القناة وقناته) بسبب المفارقة التي اتضحت في موقفه من "الجنرال المخلوع" الذي وصفه قبل 14 جانفي بأنه "أب التونسيين" (بونا الزين) وتحول هذا الأب بقدرة قادر بعد الثورة إلى "طاغية"... وبعيدا عن تفسيره بأن ما قاله في السابق يدخل ضمن آداء فروض الولاء والطاعة للحاكم المستبد بتعليمات من "القصر"، نتساءل عن الجدوى من ظهوره أصلا في المساحات التنشيطية ل"قناته"، ما الذي كان يضطره للظهور عدى عجزه عن مقاومة سحر الأضواء وجاذبيتها؟؟ لا يحدث في أي مكان في العالم أن يكون "باعث القناة" جزء من الخطاب اليومي للقناة، يسجل حضوره ضيفا ليتحدث عن قناته، أي أنه الباث والمادة المقترحة والمستهلك أيضا... جدير بنبيل القروي ونظرائه أن يتداروا خلف الأضواء الآن وفي المستقبل فقد اقتنع التونسي أن الذوبان في شخص "الرئيس" هو أول علامات الديكتاتورية... وباعث القناة وصاحب الفكرة وصانع التحول كلها مصطلحات تعود بنا إلى زمن ما قبل 14جانفي...