افادت مصادر وثيقة الاطلاع في شبكة 'الجزيرة' الفضائية القطرية امس الثلاثاء انه تم تعيين مدير الهندسة والمشاريع في شركة قطر للغاز الشيخ احمد بن جاسم بن محمد ال ثاني مديرا عاما للشبكة خلفا لوضاح خنفر الذي قدم استقالته رسميا امس، فيما تم تعيين عبد الله عيسى ماجد الغانم بمنصب نائب مدير قناة 'الجزيرة مباشر'. ووفق وكالة الأنباء القطرية التي بثت النبأ فإن القرار نص بأن يكون الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني مسؤولا عن كافة المهام التي ينص عليها هذا المنصب، كما يكون مسؤولا أمام مجلس الإدارة عن حسن سير العمل في الشبكة، وفقا للوائح والقرارات والتوجيهات التي يصدرها المجلس. وجاء على موقع 'تويتر' أن السبب في تولي الشيخ احمد هذه المهمة هو الاستمرار في تحقيق التوجهات التي تخدم السياسة الخارجية لدولة قطر. وكان مدير عام شبكة 'الجزيرة' القطرية وضاح خنفر قدم استقالته بعد ثمانية اعوام امضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها الى العاملين في المحطة امس الثلاثاء. وكتب وضاح خنفر الذي يدير القناة منذ العام 2003 'كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في ان اعتزل الادارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورا رغبتي هذه'. واشاد خنفر ب'الرعاية التي اولتها قطر شعبا وقيادة للجزيرة'. وختم خنفر قائلا ان 'الجزيرة قوية بمنهجها وثابتة بانتماء ابنائها (...) لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج الى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لافكار مبدعة'. وكان خنفر قال على صفحته الشخصية على موقع الشبكات الاجتماعية 'بعد 8 سنوات من العمل الرائد فى شبكة الجزيرة، أعلن الآن تركي للجزيرة'. ولم يعلن خنفر أي أسباب لتركه الجزيرة، واكتفى بقوله 'أعتقد أن أي شخص يوافق على أن الجزيرة الآن أقوى قناة إعلامية من أي وقت قد مضى، وأن تغطيتها الإعلامية يتم مشاهدتها على نطاق واسع'. وأكد خنفر أنه 'خدم الجزيرة بمنتهى الفخر كمراسل وكمدير مكتب وكمدير للقناة ورئيسا للشركة'. ويتوقع مراقبون ان تؤدي استقالة خنفر لتراجع نفوذ الاسلاميين داخل القناة، 'خاصة وان القناة كانت تعطي مساحات كبيرة من تغطيتها لهم، كم انها استطاعت استقطاب بعض الاعلاميين الاسلاميين' حسبما لاحظ احد الاعلاميين العرب ل'القدس العربي'، واشار الاعلامي الذي رفض كشف هويته الى توجه عربي بمحاولة تقليص دور الاسلاميين الاعلامي مشيرا الى اغلاق السلطات المصرية لقناة 'الجزيرة مباشر' الاسبوع الماضي، بحجة عدم وجود تصريح لها للعمل في مصر، لكن يشير الليبراليون لوجود 'افضلية للاسلاميين في الجزيرة مباشر مصر'. وكانت 'الجزيرة' قد تعرضت لهزات كثيرة منها استقالة العديد من المذيعات بسبب ضوابط صارمة على المظهر، وكذلك احتجاجات بسبب تغطية الجزيرة للاحتجاجات في مناطق عربية كسورية واعتقاد بعض الموظفين ان القناة تحولت الى اداة تحريضية. الجدير بالذكر ان المدير العام الجديد لشبكة 'الجزيرة' الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني كان يشغل منصب مدير الهندسة والمشاريع في قطر للغاز، ويعتبر الشيخ احمد لدى كثير من القطريين مثالاً مهماً لنجاحات الشباب القطري في تحقيق انجازات مهمة على المستوى العملي وخاصة ان الشيخ احمد ساهم في تدعيم قدرات شركة قطر للغاز. ووضاح خنفر المولود عام 1968 في قرية الرامة (جنوب غرب جنين في فلسطين)، تمتلئ سيرته بالتحديات والمواقف التي جعلته رجلاً طموحاً، فنجح في الوصول إلى أعلى منصب في هرم أكبر فضائية عربية عام 2003، أي بعد ست سنوات فقط على التحاقه بها مراسلاً صحافياً عام 1997. وتخرّج خنفر من كلية الهندسة في 'الجامعة الأردنية' عام 1990، والتحق بعدها بقسم الفلسفة في كلية الآداب، ثمّ أكمل دراسته في العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا. التحق بالفضائية القطرية صحافيّاً في قسم الرياضة، ليجد نفسه لاحقاً في قسم المراسلين في القناة الإخبارية، حيث عمل مراسلاً من جنوب أفريقيا لتغطية الأحداث في القارة السمراء. ثم وصل إلى الهند لتغطية تداعيات الحرب على أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لاحقاً، التحق بزميله تيسير علوني في أفغانستان بعد سقوط 'حركة طالبان' وقصف مكتب 'الجزيرة' في كابول، حيث عمل مراسلاً للقناة طيلة خمسة أشهر.ومن أفغانستان إلى العراق، قام خنفر بتغطية أخبار العمليات العسكرية للاحتلال الأمريكي في مختلف محافظات بلاد الرافدين، قبل أن يتسلم إدارة مكتب 'الجزيرة' في بغداد. وكانت هذه المرحلة تحديداً هي نقطة التحول في مسيرته الإعلامية، فانتقل بعدها من مراسل ميداني إلى إدارة شؤون القناة الإخبارية في الدوحة عام 2003. وفي شباط (فبراير) من عام 2006، عُيِّن مديراً عاماً ل'شبكة الجزيرة'، التي تضم مختلف القنوات والمؤسسات التابعة ل'الجزيرة'، بما فيها القناتان الإخباريتان العربية والإنكليزية، و'الجزيرة الوثائقية' والقنوات الرياضية. وتاتي هذه الاستقالة بعد اقل من شهر من نشر موقع ويكيليكس لبرقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الامريكية في قطر تشير الى ان خنفر وافق على التخفيف من حدة بعض المواد التي نشرتها الجزيرة على موقعها على الانترنت بعد قيام مسؤولة العلاقات العامة في السفارة بانتقادها خلال لقاء معه في الدوحة.