تمر بلادنا بظروف صعبة، غير عادية، لم يعرف التاريخ مثلها،فتلاقت الاقلام في تأويلها، وتناقلت ما يدور خاصة فيالفايسبوك، مع الاطناب كالعادة المألوفة،لجعل من الحبة قبة، وهذا من ميزة التونسي الجديد، ومن ما يذكرني بنكتة كان رواها لي وزير من وزراء الصحة، حيث كان لي، آنذاك، شرف نيابة الوزيرة، وكان ذلك، ببلد عربي، حيث أورد لي بكل لياقة واخوية، نكتة تدور في المشرق العربي آنذاك"ان الكاتب والموسيقار عند العرب،هو العراقي،والمختص في الطباعة والنشر هو اللبناني،والاشاعة و ترويج الأخبار الزائفة هو المصري في الاصل أخدها عنه التونسي في ما بعد عن جدارة". تلك النادرة ذكرتني بما هي عليهاليوم بلادنا من رداءة،طالت حتى هرم الدولة، ومن اقاويل مفبركة حتى رئيس الجمهورية الاستاذ الباجي قائد السبسي لم يسلم منها، وهو الضامن لمسيرة تونس، ولو بعثرات لابد منها، ولايمكن له بوحده التصدي لها، وشكرا لرئيس النهضة الذي استنكرالاشاعات، ولو كانت آتية من اهله وذويه، وان كنت انسى فلن انس ما قاله لي الرئيس عندما كان لي شرف لقائه، حيث ذكرني انه يستقبلني في مكتب بورقيبة، وهو لشرف كرمني به،لأنهعلى علمبان المخلوع وازلامه حاولوا الانتقام مني ومن عائلتي، وكان ردي عليهم بعدم الاكتراث واللامبالاة، قضيت ثلاث سنوات، آخر مدة النيابية على راس بلدية ملولش التي كنت اديرها بدون راتب لا امتياز يذكر، طيلة حكمهم الشيطاني، حاولوا بوسائلهم،بدون هوادة، تعطيل المشاريع او القضاء عليها،و قد اعطى اشارة الدمارالوزير الاول، الأول للمخلوع،الذي حاولفي كتاباته مغالطة الدستوريين بادعائه انه بورقيبيفي خط مسيرته المعقدة،المملوءة بالبهتان، الناتج عن اعتقاده ان السعادة هي اكذوبة،والتاريخ لا يرحملهؤلاء، مثله،ادعى الرجل الديمقراطية، وهو من المعارضين لمبادئها،كان يريد اعادة تونس الى نفطة الانطلاق لأنه خاب في تصوراته، ويئس من حبه للنفوذ، ولم ينتصر على منافسيه وخاصة المرحوم، رجل الدولة العبقري، محمد الصياح طاب ثراه، لحقده وقلة امكانياته المعرفية، التي اراد ان يغطيها، ب"دكتوراه فخرية"،من جامعة سوسة،اهدته له،تفاديالما عرف به من ضغينةوتشف،وكل الذين واكبوا سيرته وتقلّبه في شتى المناصب والمسؤوليات، يشهدون على دوره المشؤوم في تعطيل النهوض بالأمة،وما سجن بورقيبة في آخر حياته، وابعاد الموالين له، الا من تخميناته، ونتيجة تدبيره،ومن ذلكعمت الكارثة، وتوالت سنوات القهر،واغتصب المقود وغير الاتجاه الى منعرج خطير ادى ببلادنا الى ما هي عليه اليوم، والذي يعاني منه الرئيس الباجي قائد السبسي بكل ما اوتي من ذكاء وحنكة، لإخراجها منه باقل التكاليف الممكنة،وللتاريخ ان يكشف من فكر في"تسميم بورقيبة للتّخلّص منه" وغفل عن الإدلاء عن "ظروف نقل الزّعيم و عن قرار وضعه تحت الإقامة الجبريّة" وما الى ذلك من تصرفات غير مسؤولة لمن يدعون خدمة الامةوانقاضهاانّ أرضيّة نجاح الخيار الديمقراطي، كما اكده لي الرئيس عند استماعي الى توصياته، ولا يزال يرددها في كل تدخلاته، تقوم على أسس قوامها العدل والشفافية، واليد المفتوحة للغير، والعمل على انقاض البلاد من الوحل والدفاع على كيانها وهي من مشمولات الشعب باسره ايضا، ومن التنازلات عن الطموحات الفردية، والوقوف صفا واحدا وراء قائد الامة الذي انتخبناه بدون منازع، والذي نتمنى له الشفاء العاجل، ليقوم، كما اكده لي، بدوره حتى آخر رمق في حياته، في سبيل عزة وكرامة تونس،و اكدت الفواجع الاخيرة،التي لن تثنينا على الدفاع على بلادنا، ومااستشهاد ابرارناالامثلنا الاعلى في التضحية، وهمعند ربهم يرزقون كفى الامة السير الذاتية،البعيدة كل البعد عن الواقع،و التي يراد منها تصفية الحسابات الضيقة، فهي لا تهيّأ البتة الى المشاركة في الإصلاح الجماعي، لمن يريد الخير للبلاد،جميل أن يكون رجال الحكم، ان وجدوا اليوم،في حماس واخلاص، يدّعون الزّعامة، ويظهرون تلك الشّخصيّة المريحة الّتي بيدها الحلّ والعقد، ويتناسون معرفة واقع البلاد عن جدية، وهيهات ان تغرنّ الادعاءات لتبييض المسارات، والناخب يعرف جيدا،ما دور هؤلاء في ما آلت إليه تونس من مآسي، وهي التي اصبحت بتصرفاتهم، بلاد العجائب والغرائب ونصيحتي ختاما لمن الذي اعتنق السّياسة مذهبا مدى الحياة، التّخلي عن هذه الثّورة المباركة، وتركها تشقّ مسارها بكلّ رويّة، لأنّه لا يمكن اليوم لأحد الرّكوب فوق القطار الّذي يجري، لأنّ شعبنا الأبيّ على يقظة مستمرّة، وشباب الثورة بذكائه الحادّ وطموحه المشروع بالمرصاد، يعرف حقّ المعرفة من خان المسيرة ومن يواصل اركان بنيانها، بكل صدق ونزاهة وبدون شكر على واجبشعاره في ذلك "الصدق في القول والاخلاص في العمل".