أسر لي صديق أنه سيحمل ما خف حمله وعز عليه من كتبه وينعزل في جزيرة نائية أو برج غير عاجي، فهو كما قال قد يحتمل كل المصاعب والمشقات لكنه لم يعد يحتمل الانحطاط السياسي المتمثل بفقدان المعايير والقواعد والأخلاق في الاتفاق والخصومة، فقد أصبح كل شيء مباحا. أجبته تخيل أنها مؤامرة، افترضها مؤامرة! فسألني أي مؤامرة؟ أنت تدحض نظريات المؤامرة. فهل توجد مؤامرة اسمها الانحطاط والتخلف والكذب والافتراء والتجهيل؟ أجبته: فكر بالوضع كأنه تواطؤ غير مدرك بين أوباش المعسكرات المختلفة المتخاصمة والمعادية للديمقراطية والحرية والتحرر تهدف إلى الانحطاط بالحقل السياسي والشأن العام إلى درجة تنفير أي شخص محترم وردعه حتى من التعبير عن رأيه فضلا عن ولوج الشأن العام، بحيث يبقى هذا المجال مرتعا للأوباش وحدهم. ألا ينبغي أن نعمل لكي يبحثوا هم عن جزر نائية ينزوون فيها