هما تختلفان عني ايديولوجيا رغم اتفاقنا في كثير من قضايا الحريات...قد أكون قسوت عليهما في النقاش الفكري طورا، قد تكونان قستا علي في النقاش الفكري أطوارا... ولكنهما امرأتان تعرضتا لحملات كثيرة ظالمة، بشرى بلحاج حميدة وسعيدة قراش أعني، وهما أيضا مختلفتان... - سعيدة أعرفها من ست عشرة سنة، علاقتنا قريبة قرب أني نمت في بيتها ونامت في بيتي، قريبة قرب أن بيننا جلسات صفاء تفيض فيها الروح وتخلص القلوب فلا تبقى الا الهشاشة البشرية...ولكن علاقتي بها ايضا بعيدة بُعد أني لا أطلب منها خدمات من هو في ركاب السلطة، وبُعد من يحترم خصوصيات أسرار السياسية فلا أتجاوز حدود اللياقة رغم عمق الصداقة... سعيدة كما أراها تتقن العمل السياسي وتتقن فن التواصل...ظلت في ولائها للباجي حد رحيله، وتجرأت على العمل داخل المنظومة وأكاد أجزم أنها اليوم فهمت تلك الإكراهات التي كنّا نتحدث عنها سابقا...سعيدة ذكية ذكاء فطريا صقله العمل الجمعياتي والسياسي، رصينة وصبورة...أرجو لها كل خير بعيدا عن أمراض البعض الذين لا يستطيعون الرقي...وفاقد الشيء لا يعطيه... بشرى علاقتي معها أقل حميمية بشرية رغم اني جالستها في بيتها مرات، بشرى صادقة في حبها لتونس، صادقة في إيمانها بالحريات، رضيت ان تكون في موقع عسير مع "الكوليب"...صدق بشرى يؤدي بها أحيانا الى مطبات، لذلك يخيب املها أحيانا في مستنقع السياسي لا سيما أنها تجول فيه ببراءة الأطفال وصراحتهم... لكلتيهما عيوب لا شك، لكن ليس هذا مجال ذكرها، فهذه شهادة حق أمام الله تعالى...امرأتان فعلتا ما اعتبرتاه صائبا، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد ولم يُصِب، فحسبه أجر الاجتهاد، وهو ليس هينا... شهادة للتاريخ، ولا أرجو جزاء ولا شكورا، وأصفح عن كل تجاوز ونميمة... ملحوظة: يا خشيتي من الطريق الروحاني الذي أنا فيه، فربما أجدني يوما أحبر شهادة في الغنوشي...وقايتي الوحيدة اني لم التقه يوما هههع...