لقد كتبت الدكتورة الفة يوسف تحت عنوان(شهادة في امراتين تونسيتين) فقالت عن سعيدة قراش وبشرى بلحاج حميدة هذه الجملة المفيدة(...لكلتيهما عيوب بلا شك لكن ليس هذا مجال ذكرها فهذه شهادة حق امام الله تعالى..) اذا فألفة يوسف اكتفت بذكر محاسن المراتين ولم تذكر عيوبهما التي تقول انها تعرفها وربما تحفظها ولكنها تقول وتصرح ايضا ان مقالها ذاك ليس مجال ذكرها ولا مجال نشرها... ولما كانت الدكتورة قد قالت تعليقا على شهادتها (انها شهادة حق امام الله تعالى) فاننا نرى انه من حق القراء ان يسالوها مادامت تدعي ان شهادتها شهادة حق فيقولون وهم محقون اوليس من شروط شهادة الحق ان تذكر الدكتورة مشكورة محاسن المراتين وعيوبهما في نفس الشهادة ما دامت قد اختارت الكتابة عنهما من باب الشهادة الصادقة بلا نقص وبلا زيادة والتي لا يمكن ان يقول فيها قائل او قائلة انها شهادة تحمل في طياتها مظنة محاباة او مجاملة؟ اولم يكن من الأنسب ان تذكرالشاهدة للقراء سبب او اسباب اعراضها عن ذكر عيوب المراتين في ذلك المقال او لم تسمع الدكتورة ذلك القول السائد (ما احسن ان تجتمع افادتان في مقال واحد) ؟ وهل الذي يكتب شهادة يحتسبها عند الله تعالى يكتبها كاملة ام ناقصة ومبتورة ايتها الكاتبة النبيهة الصادقة الدكتورة؟ثم اولا ترى الدكتورة انها في تلك الشهادة قد مدحت نفسها مابين ظاهر وباطن السطور وهي لا تشعر او ربما تشعر عندما تقول في سعيدة قراش كما يتحدث كل منتش بذاته وكل من بنفسه فرح فخور(...ولكن علاقتي بها ايضا بعيدة بعد اني لا اطلب منها خدمات من هو في ركاب السلطة)او لم يكن من الافضل ومن الأحسن ان تترك الدكتورة هذا المديح لنفسها ولذاتها يتحدث عنه غيرها ان وجد طبعا من الذين سيشهدون لها او عليها يوما ما بما ان الحقيقة لا بد ان تكشف يوما ما مهما طال الزمان كما اخبرنا بذلك خالق البشر ورب الارض والسماء الذي ذكرت في مقالها انها تعتقد في اعماق اعماقها انها تؤمن بحسابه وجزائه عندما تلقاه يوما ويلقاها؟ كما ان الدكتورة قد ختمت مقالها او شهادتها بملحوظة جاء فيها(...فربما اجدني يوما احبر شهادة في الغنوشي ...وقايتي الوحيدة انني لم التقه هههع) اولا ترى الدكتورة ان شهادتها في المراتين قد تزيدهما ذكرا وقدرا وان ذكر عيوبهما قد يسيء اليهما ويزيدهما عند القراء سخطا ووزرا وانما شهادتها في الغنوشي ان فكرت في كتابتها يوما مهما كانت مدحا او ذما لا تزيده في راي العقلاء قدرا ولا تنقص من شانه ذراعا ولا شبرا وانها لو فكرت قليلا لرات ولفهمت ان الغنوشي لو كان يرى في لقائه بها فائدة وخيرا لسعى هوقبلها الى لقائها كما يفعل الزعماء والرؤساء والقادة والشخصيات المعروفة قي كل المجالات ذلك دوما سرا وجهرا وعليه فانه من المحتمل عقلا وحسب ما جاء على لسانها في تلك الشهادة في المراتين انهما قد حرصتا على ربط علاقتهما بها والمحافظة عليها حتى تستفيدا منها بعض الاستفادة خاصة وان الدكتورة معروفة بالكتابة وبالحديث في كل شان وفي كل شاردة وفي كل واردة... كما كان عليه ان تفكر في ضحكتها التي ختمت بها شهادتها فمن يدري لعل من العقلاء من يرون ان الضحكة التي ارسلتها الدكتورة في اخر المقال بحروف (هههع) ليست في محلها بل وتجعل عقلاء القراء يتساءلون هل فكرت الدكتورة يوما من الخاسرومن المستفيد ومن المنتفع حقا في عدم التقاء الدكتورة بالغنوشي وعن تاخرها وعدم حرصها على ان يجر بينهما ولو لقاء او حتى شبه لقاءخاصة وانها تعلم جيدا ان الغنوشي اليوم احبت ام كرهت وفرحت او حزنت يعتبر من ابرز الشخصيات الفكرية والسياسية والتاريخية على الساحة التونسية والعالمية ولا شك ان الذين التقوه وحاوروه وناقشوه سيدخلون لا محالة سجل وقاموس التاريخ السياسي والفكري التونسي والعالمي في نفس الوقت وان العقلاء يرون انه لمن العيب ومن النقص ومن الخسارة الا يفكر كاتب وباحث وجامعي يرفع شعار التفكير والثقافة في لقاء رجل مثل الغنوشي تحدث عنه ومازال يتحدث عنه وسيظل يتحدث عنه التونسيون وغيرهم من الناس يريدون ويرغبون ويحرصون ان يعرفوا المزيد عن شخصيته وخاصة من جانب ومن ناحية فكره وسياسته ودهائه وحنكته المتصفة بالعمق وبالكثافة وتالتي جعلته يخرج منتصرا وسالما من عدة مخاطر وعدة مطبات قد اعتبر العقلاء ان الخروج منها يعتبر من قبيل الأسطورة ومن قبيل الخرافة... ولا نظن ان الدكتورة تجهل كل هذه الأمور التي قد تضيق في الكتابة عنها مات بل الاف السطور كما لا نظن انها تحسب وانها تعتقد ان احاديثها او كتاباتها عن خصومها في الفكر وفي الثقافة وفي السياسة والتي لاحظ القراء المبرؤون من الغفلة ومن الغباء انها كثيرا ما تحرص على ان تختمها (بهههع) تشد القراء والباحثين اكثر مما تشدهم كتبات واحاديث وعبارات الغنوشي وغيره من كبار المفكرين والساسة والزعماء حتى ولو كانت من نوع(ا ش اش وتف تف واع اع )