الأزمة الدّاخلية التي يعيشها النّادي الرياضي الصفاقسي منذ أسابيع أصبحت تؤثّر سلبيّا على أجواء الجمعية وتنذر بدخولها في متاهات قد تهدّد مستقبلها القريب والبعيد في صورة تواصل المشاكل التي أدّت إلى تراجع أداء ونتائج الفريق هذا الموسم وتسبّبت في إقصائه المبكّر من مسابقة كأس "الكاف" مساء يوم أمس الأحد. بدون الدّخول في التّفاصيل نشير إلى أنّ هناك أسباب عديدة تقف وراء الأزمة التي يمرّ بها النّادي والتي أصبحت تنذر بنسف كلّ ما تحقّق لقلعة الأجداد من مكاسب على امتداد مواسم طويلة... ولا فائدة الآن من تبادل التّهم أو تحميل المسؤولية لطرف دون آخر اعتبارا لأنّ مختلف الأطراف بمن فيها مسؤولو النّادي ورجاله وجانب من أحبّائه يتحمّلون مسؤولية الأزمة – وبنسب متفاوتة. في الواقع يمكن القول أنّ السّي آس آس أصبح حاليّا على فوهة بركان ولم يعد بالإمكان مواصلة الغيورين عليه غمس رؤوسهم في التّراب وتجاهل الأخطار التي أصبحت تحدّق بالجمعية وتنذر بدخولها في نفق مظلم بإمكانه أن يؤدّي إلى نتائج وخيمة لا يمكن التّكهّن بمدى تأثيرها السّلبي وانعكاساتها الكارثية على المسيرة المستقبلية. حسب اعتقادنا حان الوقت كي تستفيق مختلف الأطراف المنتمية لهذا الصّرح الشّامخ من سباتها وتعود إلى رشدها لأنّ النّادي الرياضي الصفاقسي يعتبر أكبر مكسب لعاصمة الجنوب والمتنفّس الوحيد للصفاقسية الذين يعشقون ناديهم إلى حدّ النّخاع لكنّهم – للأسف – لا يعرفون كيف يحافظون عليه ولا يسعون لتجاوز خلافاتهم من أجل الرّقي بالسّي آس آس إلى أعلى المراتب. في الختام نقول للغيورين الحقيقيّين على قلعة الأجداد: تجاوزوا خلافاتكم وأنقذوا النّادي الرياضي الصفاقسي من أزمته الحالية قبل فوات الأوان... وإلّا ستبكون يوما كالنّساء على ناد لم تحافظوا عليه كالرّجال!