لئن كانت الأغلبية الغالبة من المسلمين سيحتفلون صادقين بالمولد النبوي الشريف الا ان هناك فئة من بني جلدتنا وامتنا من الذين يدعون ويزعمون انهم مثقفون ومفكرون ما زالوا من المتشككين ومن المجادلين في صدق رسالة ونبوة هذا الرسول العظيم الصادق الأمين ولقد اخترت في هذا المقال ان ارد عليهم واحبط قولهم ورايهم بالحجة والدليل واذكرهم بما كتبه عنه الفيلسوف والأديب توماس كارليل الذي عقد فصلا في كتابه الأبطال اثبت فيه لهؤلاء المجادلين ان محمدا نبي صادق امين حقا بل هو بطل عظيم حقيقي على راس قائمة ابطال الرجال بلا شك ولا مراء ولا جدال فلقد كتب هذا الأديب وهذا المؤرخ فقال(لقد اصبح من اكبر العار على اي متدين ان يصغي الى ما يظن من ان دين الاسلام كذب وان محمدا خداع و مزور وحان الوقت ان نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة فان الرسالة التي اداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير لنحو مائتي مليون من الناس(حسب احصائية القرن التاسع عشر وهو القرن الذي عاش في هذا الكاتب) امثالنا خلقهم الله الذي خلقنا افكان احدكم يظن ان هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائقة الحصر و الاحصاء كذبة و خدعة ؟ اما انا فلا استطيع ان ارى هذا الراي ابدا ولو ان الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول فما الناس الا بله ومجانين وما الحياة الا سخف وعبث و ضلال كان الأولى بها ان لا تخلق فوا اسفاه ما اسوا مثل هذا الزعم وما اضعف اهله وما احقهم بالرثاء والرحمة... عجبا والله ان الرجل الكاذب لا يقدران يبني بيتا من الطوب ... كذب والله ما يذيعه اولائك الكفار وان زخرفوه حتى خيلوه حقا وزور وباطل وان زينوه حتى اوهموه صدقا ومحنة والله ومصيبة ان ينخدع الناس شعوبا وقبائل بهذه الأضاليل وتسود الكذبة وتقود بتلك الأباطيل...وعلى ذلك فلسنا نعد محمدا هذا قط رجلا كاذبا متصنعا يتذرع بالحيل والوسائل الى بغية او يطمح الى درجة ملك او سلطان او غير ذلك من المحقرات والصغائر وما الرسالة التي اداها الا حق صراح وما كلمته الا صوت صادق صادر من العالم الغيبي...(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وهذه حقيقة تدمغ كل باطل وتدحض حجة القوم الكافرين وهب ان لمحمد عليه الصلاة والسلام غلطات وهفوات و اي انسان لا يخطئ انما العصمة لله وحده فانه ليس في طاقة اية هفوات او غلطات ان تزري بتلك الحقيقة الكبرى وهي انه رجل صادق ونبي مرسل...) من ص 63 الى ص 66. كما يرد (توماس كارليل) على من يزعمون ويروجون وهم غافلون او عن الحقيقة معرضون ان رسول الله محمدا قد لقى شيئا من التعليم استطاع به ان يؤلف ويختلق ذلك القران العظيم فيقول لأولي النهى والعقول( ثم لا ننسى شيئا اخر وهو ان محمدا لم يتلق دروسا على استاذ ابدا وكانت صناعة الخط حديثة العهد في بلاد العرب ويظهر لي ان الحقيقة هي ان محمدا لم يكن يعرف الخط والقراءة وكل ما تعلم هو عيشة الصحراء و احوالها وكل ما وفق الى معرفته هو ما امكنه ان يشاهده بعينيه ويتلقى بفؤاده من هذا الكون وعجيب والله امية محمد نعم انه لم يعرف من العالم ولا من علومه الا ما تيسر له ان يبصره بنفسه او يصل الى سمعه في ظلمات الصحراء ولم يضره ولم يزر به انه لم يعرف علوم العالم لا قديمها ولا حديثها لانه كان بنفسه غنيا عن كل ذلك ولم يقتبس محمد من نور اي انسان اخر ولم يغترف من مناهل غيره ولم يك في جميع اشباهه من الأنبياء والعظماء من كان بينه وبين محمد ادنى صلة و انما نشا وعاش وحده في احشاء الصحراء ونما هناك وحده بين الطبيعة وبين افكاره) ص74. ثم يرد توماس كارليل على تهمة اخرى الصقت برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو انه قد نشر دينه بقوة السيف وبضرب الحسام فيقول كلاما يجد لدى العقلاء كل الرضا وكل القبول( ولقد قيل كثيرا في شان نشر محمد دينه بالسيف فاذا جعل الناس ذلك دليلا على كذبه فشد ما اخطؤوا وظلموا فهم يقولون ما كان الدين لينتشر بالسيف ولكن ما هو الذي اوجد السيف؟ هو قوة ذلك الدين وانه حق... وارى على العموم ان الحق ينشر نفسه باية طريقة حسبما تقتضيه الحال او لم تروا ان النصرانية كانت لا تانف ان تستخدم السيف احيانا وحسبكم ما فعل شارلمان بقبائل السكسون...)ص87 ثم يرد (توماس كارليل) على تهمة اخرى قد الصقت برسول الله محمد دون حجة او دليل فيقول لكل غافل ضال عجول( وما كان محمد اخا شهوات برغم ما اتهم به ظلما وعدوانا وشد ما نخطئ ونظلم اذا حسبناه رجلا شهوانيا لا هم له الا قضاء مآربه من الملذات كلا فما ابعد ما كان بينه وبين الملذات ايا كانت لقد كان زاهدا متقشفا في مسكنه و مأكله ومشربه وملبسه وسائر احواله وكان طعامه عادة الخبز والماء وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار و انهم ليذكرون ونعم ما يذكرون انه كان يصلح ثوبه بيده فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة فحبذا محمد من رجل خشن الملبس خشن الطعام مجتهد في طاعة الله قائم بالنهار ساهر بالليل دائب في نشر دين الله غير طامح الى ما يطمح اليه اصاغر الرجال من رتبة او دولة او سلطان غير متطلع الى ذكر او شهوة كيفما كانت رجل عظيم وربكم و الا فما كان ملاقيا من اولائك العرب الغلاظ توقيرا ولا احتراما ولا اكبارا ولا اعظاما وما كان ممكنا ان يقودهم ويعاشرهم ثلاثا وعشرين عاما وهم ملتفون به ويجاهدون حوله... )ص97/ 98(كتاب الأبطال الجمهورية التونسية 1986). هذا بعض ما كتبه المؤرخ والأديب والفيلسوف( توماس كارليل) عن شخصية الرسول محمد ذي الخلق العظيم الجميل فليت الناس يسارعون الى اقتناء وقراءة هذا الكتاب وخاصة اولائك الذين يقولون في هذا الرسول كلاما مخالفا للحق ومجانبا الصواب وليت هذا الكتاب يتوفر في بيوت التونسيين يوم المولد بجانب صحاف العصيدة علهم يستفيدون منه في هذه المناسبة الجميلة الجديدة بمزيد الاطلاع على اخلاق هذا الرسول العظيم الكريم ويعرفون بسيرته وبسنته معنى الحياة الفاضلة الجميلة السعيدة وكل عام والمسلمون بخير وامن وعافية شاربين ومنتفعين من نبع وعين الرسالة النبوية الطاهرة الخالدة العظيمة السامية الصافية.