في البداية ، أترحم على أرواح شبابنا ، شهداء إرهاب الطريق و أعزي عائلاتهم و أدعو الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر و السلوان كوارث و حوادث الطرقات تتكرر و تتعدد في تونس لتزهق أرواحا و تحيل أخرين على الانعاش . بنية تحتية مهترئة ، فساد في الصفقات العمومية ، لا مبالاة عند عديد المسؤولين الملازمين لمكاتبهم و مكيفاتهم ، رشوة و سمسرة لدى عديد هياكل المراقبة الفنية و المرورية ، حتى أن طرقاتنا قد تحولت لحلبة مصارعة و فوضى و همجية على مرأى و مسمع من الجميع ، طرقاتنا يعربد فيها السكير و المزطول و المخبول ، طرقاتنا بلا قواعد و لا احترام لاشارات المرور و لا قانون ، طرقاتنا " حوت يأكل في حوت و قليل الجهد يموت " ... المطلوب الآن ، هو قيادة سياسية تردع بكل قوة و شدة ، و في الحقيقة ليس فقط في مجال الطرقات ، بل في كافة القطاعات ، فنحن ندفع ثمن التقاعس و اللامبالاة و التسيب و التردد و غياب الانضباط . تونس اليوم ، يلزمها الضرب بقوة و بلا شفقة على أيادي العابثين و المجرمين و الفاسدين و المخالفين للقانون ، تونس اليوم ، تريد الجرأة و الوطنية و الأقدام دون خوف و لا تردد ، تونس اليوم تريد حاكما قويا ، أمينا لا يخشى الا الله ، تونس اليوم بين مفترق الطرقات ، ما بين التسيب المنذر بخراب الأوطان و بين الجدية و الانضباط اللذان يشكلان سر النجاة و النجاح . تونس تبكي شبابها و أبنائها الأبرياء ، وطني ، نحن جنودك الأوفياء ، سنبذل الغالي و النفيس و نتحمل الظلم و العداء من أجل عزتك و خدمتك ما استطعنا لذلك سبيلا ، بكل اخلاص ووفاء.