أبو مازن اعلم أن الأزلام والفلول لها في الثورة والدين ما تقول، فتهب لكل قضية منشورة لتربك القضاة وتفسد المشورة، نفس الجموع وقفت مع "المغتصبة" و بنات فيمن، واليوم تراهم مع المزطول و رفيقه فيعتدون على الامن. قالوا حرية شخصية ومواطنة و حرية تعبير و كثير من الكلام الكبير، عبارات تردد عن قصد لتشين الفاضل و ترفع الحقير. قالوا ما بالكم لو استهلك نوعا من السموم فينسى واقعا يراه كل يوم؟ ما شأنكم إن ركن إلى خرابة يشمّ، فيعيش الأحلام و ينصرف عن حقيقة الأمس والغد واليوم. دعوه يفعل و امنعوا المستوردين لهذا السم لو كنتم قادرين، تلك حجج الواهمين فالمستهلك والمستورد فلول و أزلام ، رفعت عنها بالأمس الأقلام فأوغلت في شبابنا وضيعت من عمره الأيام. ما تقولون لو هب المزطول إلى محرم فدنس المستور ثم استفاق من جرمه وقد أتى المحظور،ما تقولون لو ألقى بنفسه من طابق مرفوع فوقع على الأرض لا يعرف الكوع و البوع، أشلاء متناثرة أو جثة هامدة لا تسمع لها فاقرة. ما تقولون لمن ضيع ابنا وليدا وزوجة شابة لأجل حشيش فمنع عنهما الخبز و الفتات والدشيش، أتفتون في مواطنتهم و تنقذونهم من قسطاس القضاء، أم تستغلون الفرص لعودة المستبد والبلاء. حقا نفس الوجوه شاهدناها ليلة خطاب المخلوع تكتري السيارات و ترفع الصور لتمجّد الخنوع، ثم اختفت في الغد لما ارتفعت الطائرة وترك آلاف القلوب حائرة. لقد رأيناكم عند القبة وقد نالتكم يومها الكبة والسبة، و كنتم في ما مضى ذراعا لبنات فيمن و الأم العزباء، واليوم تساندون الحشيش والزطلة و سموم الفناء. تلك عيشة المهانة التي من أجلها تبدعون، خمر و زمر و حشيش تستهلكون، فتفسدون الشباب والكهول و تخربون البيوت والعقول، و تهدمون سواعد العمل فتلقون بها لمخامل الوهن والضعف والكسل. براءة يا سيد ثوار الحشيش، يا من فر المخلوع من وهنك وضعفك لمّا تنتشي ويهنأ العيش. نُسبت للثورة ففقدت معناها، ولم نعلم أي مكان يرتقي شهداؤها و جرحاها. كنت تدافع عن الزطلة والمخدرات فنلت مرادك اليوم و لكن هيهات، لن تبني مثل هذه العقول المشوهة دولة واقتصاد بل ستهلك النسل والعباد، فهؤلاء أبناؤنا في المعاهد والكليات يرون رأي العين المخاطر و يلحظون الأنّات. أنت المستهلك و صديقك المستورد قد أهلكتم البلاد، و لولا جهود الأمن والحرس لقضي على حضارة الأجداد، فتصبح الخضراء خرابة عديدة الأركان، فتجمع المزطول و المكبوت و المخمور والعاشق الولهان. حينها يفرغ المصنع والمعهد والمسجد من الناس، فتلقاهم سكارى و مخمورين وعريا و محششين. تلك الحداثة كما يراها عقل المزطول، تلك تربية رعاها المخلوع وتعهدت بها الفلول. وقى الله بلدنا وناشئتها من هذه السموم فالعقل كنز ثمين لا يقدره معتوه و مزطول و ناكر للدين.