شخصيا لا أنحاز لأيّ طرف منهما، فهما من أبناء هذا الوطن العزيز الذي أنجب قامات و شخصيات نفتخر بها لا نحن فقط بل الانسانية جمعاء. و طرفا الإشكال هما قبل كلّ شيء بشر لهما نقاط قوة كما لهما مواطن ضعف، و لكن هما أيضا ليسا شخصين عادين، هما يمثلان الشعب التونسي الذي انتخبهما ليكونا عضوين بمجلس نواب الشعب و أؤكد هنا على "نوّاب الشعب »… وبصفة نائب الشعب تعني فيما تعنيه خاصة الدفاع عن هذا الشعب الذي فوضهم أمره لمراعاة مصالحه و بالتالي فإنّ في المخيال الشعبي من وصل إلى ذلك المكان " المجلس" فهو تختزل فيه الدراية و المعرفة و الحنكة و الحكمة و خاصة الأخلاق. لكن يبدو و أنّ كل هذه الصفات أزيحت جانبا على الأقل لدى بعض من نوابنا الأشاوس في المجلس الموقر و أصبحنا كشعب يصيبنا القرف و الاشمئزاز حين نرى هذا المجلس تحوّل إلى الدرك الأسفل من الأخلاق و ما حدث بين النائبتين المحترمتين الكسيكسي و موسي يندى له الجبين و لا يليق بالمجلس و إلاّ أصبح " مزلس " فقط أذكر نوابنا الأشاوس بالمناسبة و أنّ بلدنا مقدمة على كارثة اقتصادية و اجتماعية و أسال بالمناسبة نوابنا هل هم يدركون ما معنى أن سعر الأورو وصل 3,3 د في 2019 مقابل 1,7 في 2011 و العجز التجاري سجّل . 8164 مليارا في 2011 مقابل 3843 مليارا في 2011 و المديونية وصلت إلى 76000 مليارا مقابل 28000 في 2011 و 1600.000 تونسيا تحت خطّ الفقر في 2019 و نسبة بطالة ناهزت 15 بالمئة؟؟هل تعون حجم هذه الكارثة الذي تنتظر الجميع لو لم نحزم أنفسنا و نشمر على ساعد الجد و نبحث عن حلول لكل هذه المطبات الاقتصادية و الاجتماعية. لأختم بالقول هل الشعب التونسي انتخبهم لإيجاد الحلول لمثل هذه الازمات أم لتلهيتنا بتصفية الحسابات السياسوية بينكم؟ و هل هو مجلس نواب أم حلبة صراع ثيران؟ و هل هو مجلس نواب الشعب أم " مزلس من خيار الزنس" أفيدونا يرحمنا و يرحمكم الله و إلاّ " حلّوا عنّا كلكن كلكن " كما يقول اللبنانون و اتركونا نتدبر أمرنا فلدى تونس من العقلاء و الكفاءات ما يمكنها من العبور بالوطن إلى برّ الأمان.