خلال الأسابيع القليلة الماضية انطلق بعض أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي في حملة فايسبوكية ضدّ المدرّب فتحي جبال بسبب تراجع أداء الفريق مقارنة بأدائه في الموسم الماضي عندما كان المدرّب الهولندي رود كرول يشرف على حظوظه. وقد أدّت هزيمة الجولة 11 أمام الملعب التّونسي بملعب الطيّب المهيري بالذّات إلى ارتفاع عدد الأنصار المنتقدين للمدرّب فتحي جبال. كما كثر الحديث قبل مباراة الجولة 12 ضدّ النّادي الإفريقي عن منح فرصة أخيرة للإطار الفنّي من قبل الهيئة المديرة لتأكيد جدارته بتدريب ناد في حجم السّي آس آس لكنّ الفريق انقاد مجدّدا إلى الهزيمة للجولة الثّانية على التّوالي. بسبب هذه العثرة الجديدة ارتفعت وتيرة المنتقدين للمدرّب فتحي جبال وحمّلوه بدرجة أولى مسؤولية الهزيمة بسبب بعض اختياراته الفنّية وخاصّة منها اختياراته على مستوى التّشكيلة وتأخّره في إقحام بعض العناصر التي كان بإمكانها إضفاء النّجاعة المطلوبة على مستوى مردود خطّ الهجوم. ومنذ يوم الأحد الماضي كثر الحديث في أوساط أحبّاء نادي عاصمة الجنوب عن إمكانية إقدام رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم على إعفاء المدرّب فتحي جبال من مهامّه لامتصاص غضب الأحبّاء وإحداث الرجّة النّفسية المرجوّة من خلال التّعاقد مع مدرّب جديد. حسب اعتقادنا تبقى هذه "الأخبار" مجرّد إشاعات وتخمينات ومن نسج خيال البعض لأنّه لا يختلف عاقلان أنّ الهيئة المديرة لن تقدم على هذه الخطوة في الظّروف الحالية لعدّة اعتبارات. في الواقع ليس من مصلحة النّادي الرياضي الصفاقسي استهداف المدرّب فتحي جبال والتّشكيك في كفاءته وفي قدرته على قيادة الفريق إلى تحقيق أهدافه مستقبلا... ومع مرور الوقت وتحسّن الظّروف المادّية للنّادي سيكون تركيز اللّاعبين على العمل وعلى المنافسات في أحسن حالاته وسيظهر الفريق بالتّالي بالوجه الذي يعكس الإمكانات الحقيقية للاّعبين. رغم الهزيمتين المتتاليتين أمام البقلاوة والإفريقي – وبقطع النّظر عن النّتيجة – أكّد المدرّب فتحي جبال من خلال أداء أبنائه وخاصّة في المباراة الأخيرة ضدّ أبناء المدرّب لسعد الدريدي أنّ الفريق أنّه قادر على تطوير أداء السّي آس آس بالشّكل المطلوب... ولا شكّ أنّ بعض الأسباب الموضوعية ساهمت بنسبة هامّة في الهزيمتين الأخيرتين ومن ضمن هذه الأسباب الأوضاع الدّاخلية غير الملائمة التي يعيشها النّادي والمظالم التّحكيمية التي تعرّض لها الفريق أمام الملعب التّونسي والنّادي الإفريقي وكذلك غياب بعض اللّاعبين البارزين لأسباب صحّية أو تأديبية وخاصّة غياب الاستقرار على مستوى تركيبة التّشكيلة الأساسية. في الختام نشير إلى أنّ انتقادات أحبّاء الأبيض والأسود للإطار الفنّي – وكذلك للمسؤولين – ربّما تعود إلى تعطّشهم أكثر من أيّ وقت مضى للألقاب وطموحهم لعودة فريقهم لعودة إلى المشاركة في مسابقة كأس رابطة الأبطال الإفريقية. لذلك يبقى جميع الغيورين على السّي آس آس مطالبين بالالتفاف حول الفريق وترك الإطار الفنّي واللّاعبين يعملون في إطار التّركيز الكامل وفي ظروف ملائمة حتّى ترتقي النّتائج إلى المستوى المأمول وحتّى تتحقّق الأهداف المنشودة.