وافق البرلمان التركي مساء اليوم الخميس على مذكرة تفويض تسمح للرئاسة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق، وهو قرار نددت به مصر على الفور. وجاءت الموافقة بأغلبية 325 صوتا مقابل 184 صوتا معارضا، وستتيح مذكرة التفويض للرئاسة لمدة عام قابل للتجديد تقديم دعم متنوع، بما يشمل إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق في مواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وتتيح المذكرة للرئيس رجب طيب أردوغان اتخاذ القرار بشأن توقيت إرسال القوات ونطاق انتشارها وعددها. رفض أمريكي وروسي وبعد أقل من ساعة على التصويت، قالت الرئاسة التركية إن أردوغان بحث مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي الوضع في ليبيا وسوريا. وأضافت أن الرئيسين "شددا على أهمية الدبلوماسية في حل القضايا الإقليمية". في حين أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن ترامب شدّد خلال المكالمة الهاتفية مع أردوغان على أن التدخل العسكري التركي سيزيد تعقيد الأوضاع في هذا البلد. في سياق متصل، قال دميتري نوفيكوف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي إن بلاده ستكون مضطرة إلى بناء سياستها تجاه ليبيا مع مراعاة جميع المستجدات، معتبرا أن إدخال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا سيزيد من تعقيد الوضع ولن يحل المشكلات. وأضاف نوفيكوف أن المشكلات في ليبيا ستستمر بالتراكم وأن ضحيتها سيكون الشعب الليبي نفسه، بحسب تعبيره. ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن تصويت البرلمان لمصلحة المذكرة يعد خطوة هامة لضمان السلام والاستقرار فيها، مؤكدا أنها ستحمي مصالح أنقرة في شمال إفريقيا وفي البحر المتوسط، وأن بلاده ستبقى قوية على الميدان وعلى طاولة المفاوضات. وأكد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي في تغريدة أن بلاده ستواصل حماية مصالحها وإفشال المؤامرات في المنطقة، موضحا أن كل خطوة تقوم بها الحكومة التركية في شرق المتوسط مبنية على خطة واستراتيجية، وتأتي عقب دراسة عميقة.