حين يعلق غريق بغريق ، طبعا تكون النتيجة غرق الإثنين.هذا هو بحول الله مصير السراج وأردوغان الذين القاسمالمشترك الأكبر بينهما P.G.C.D هي الورطة والأوضاع المأزومة...فتركيا تعاني اليوم من ضيق اقتصادي متعدد الجوانب وانحسار شعبية وهزائم انتخابية موجعة ومن ذلك هزيمتهم الإنتخابية بمعقلهم التقلدي إصطمبول،والآن عدة مؤشرات تبين أن الإضرابات والإعتصامات قادمة ،رغم بطش السلطة الإخوانية العفنة.. أما السراج فهو بدوره لا يقل تأزّمًا .فالآن الجيش العربي الليبي يسيطر على اكثر من 90بالمئة من ارض ليبيا ومدعوم من اكثر القبائل الليبية، ولو يُجرى إستفتاء فالمشير سيحصل بسهولة على ثلثي الأًصوات وربما أكثر.. منذ اشهر، وتبعا للتقدم الكبير الذي يحرزه المشير كل يوم حتى ضيق علي المليشيات الخناق، إستمعنا عبر قنواتهم – ومنها ليبيا الأحرار- استمعنا إليهم يستحثّون السراج للإستنجاد بتركيا وهو ما حدث بالفعل منذ اواخر السنة المنصرمة.ولكن من اجل التكتّم قالوا إنها "وثيقة تفاهم" مع تركيا ،لكن تبين بسرعة أنها إتفاقية أكثر من رسم حدود بحرية بل هي "دفاع مشترك" ثم اتضح لاحقا أنها تسليم ليبيا بكامل شعبها و مقدّراتها بعدما قال اردغان بعظمة لسانه" ليبيا إرثٌ عثمانيٌ" وقال " لنا مليون تركي بليبيا" وقال " أتاتورك قاتل بليبيا"...وفي كل هذا أيده جرذان الخوانجية الخانعون...هي إذن عودة المستعمر التركي الذي كان قد سلّم ليبيا للفاشية الإطالية خلال مؤتمر لوزان 1922! وهكذا يتضح أن المشير خليفة حفتر هو رحمة من الله الى ليبيا ولشعبها.لقد كنا سابقا ندين المشير على انخراطه مع "ثوار الناتو"، لكن تبين ( كما بعض الضباط الوطنيين ومنهم عبد الفتاح يونس..) إنه إندساس حكيم! والآن بكل وضوح أتضحت حكمة المشير بإنخراطه في التيار التي لا تقارن بحياد غيره من الضباط ( ومنهم أحمد قذاف الدم الذي وقف على الربوة متفرّجا ، فصار بلا فاعلية ولا تأثير).. الديمقراطية والجيش ! ما المتخوفون من الجيش فعليهم أن يعلموا أن الديمقراطيات المزعومة إنما هي أستهتار وميوعة وضياع لوحدة الإرادة الوطنية ( أنظر مقالي بالصريح: الإنتخابات أُمّ النكبات) فمن المستحيل اصلاح بلداننا العربية بميوعة الديمقراطية الغربية وصراعاتها الحزبية،وإنّ تونس أكبر مثال حيث صار اليوم أغلب الشعب ينتظر بفارغ الصبر " البيان رقم 1" ولقد اقر بهذا أحد النواب منذ سنتين .أما عبد الفتاح مورو فقد قال في لحضة صدق نادرة : " إنني أتسائلُ: تونس الى أين هي ذاهبة؟".. أما الآن فقد استفحل الأمر اكثر حيث عجزوا منذ شهرين حتى عن تشكيل حكومة، وكل هذا بسبب الصراعات والمحاصصات الحزبية اللعينة.وحتى الفوز الإنتخابي الكبير الغير مسبوق للدكتور قيس سعيد إنما هو دليل قطعي على يأس الناس من الأحزاب والمتحزّبين حتى صارت كلمة - من تحزب خان - كلمة شائعة جدا ومقنعة جدا !وهنا لنطرح السؤال: لمذا فشلت الديمقراطية عندنا كعرب، فهل نحن لسنا أهلا لها!؟ والجواب : الديمقراطية الغربية من المستحيل ان تناسب وضعنا العربي.فالديمقراطية المزعومة تتضارب مع الإسلام في أمرين أساسيين هما : 1/ الحرية اللبرالية : تجعل من كل شذوذ "حرية مقدسة" وتتنافى مع جوهر الإسلام ومنه الآية [ ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأؤلئك هم المفلحون]. 2/ الصراعات الحزبية: والإسلام نهى جدا جدا عن التفرق والتنازع ومن ذلك [ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا....ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا...] و [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ..]..وحتى اقتصاديا بلداننا لا تحتمل الديمقراطية الغربية اللبرالية وصراعاتها الحزبية - وإذا اراد الله بقوم سوئا اعطاهم الجدل ومنعهم العمل- ( وقد اقر بهذا ابرز الزعماء الوطنيين البُناة ومنهم بورقيبة وعبد الناصر ...). الديمقراطية فطرةٌ! إنّ الذي اضلّ النخبَ الفكرية والسياسية عندنا هو اعتقادهم الخاطئ بأن الديمقراطية اختراع و شطحات حداثوية ، لكنها في الحقيقة فِطرةٌ ! فالديمقراطية ومنذ نشأة السّلط والدول هي مطمحٌ بشريٌ وفطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي غير مرتبطة لا بمكان ولا بزمان ولا ب"حداثة" ولا ب"الصراع الطبقي" بديل أنها وُجدت في اليونان القديم ،ثم في عصر الخلافة الراشدة وهي ارقى وأكمل حتى من العصر اليوناني حيث إرتقى بعض المستعبدين الى مركز قيادة الأمة كما وعدهم الله تعالى بأن يكونوا من الوارثين.. وحين نقول الديمقراطية فطرة فهذا لأن الإنسان جُبل دون سائر المخلوقات على خاصيتين هما : الحرية والعقل بمعنى المعقول.فالله خلق الإنسان عاقلا وخلقه أيضا حُرّا.فكل نظام سياسي يفي بالمعقول وبالحرية يعتبر نظامًا رشيدًا( أو بلغة العصر :"ديمقراطيا") .ولكن هل يوجد مفهوم مطلق"كُسموبوليتي" للحرية و للمعقول أم هو مفهوم نسبي بحسب الثقافات -؟؟ فلمذا إذن تحدث حركات الإستقلال (انشقاق باكستان عن الهند مثلا ..) أليس لأن المعقول عند البعض غير معقول عند البعض الآخر ومنه "ذبح البقر"!!؟..إذن من المستحيل نجاح ديمقراطية مستوردة مستنسخة،بل لكل شعب الديمقراطية التي تناسب مقاييسه بحسب ثقافته وأصالته وامكانياته المادية والرمزية.إن عدم احترام هذه الحقيقة هو الذي سبب بلبلة ونشاز كبير ترتبت عنه أزمة حكم مستعصية في جميع البلاد العربية ومنها خاصة تونس حيث صرنا الآن في ثنائية قطبان متناظران متنازعان : الأول أصولي متحجّر والثاني تغريبي انسلاخي، ولكل شق "أخلاقه الخاصة" حتى صرنا في "أخلاق موازية"،فلم يعد لدينا مقياس موحّد للأخلاق السوية الوسطية بل اخلاق متطرفة بالحداثوية وأخرى متطرفة بالأصولية.وطبعا هذه الديمقراطية اللبرالية زادت الطين بلة وجعلت من كل شذوذ " حرية مقدسة" فضاعت القيم والمفاهيم وصار المواطن غريبا مقهورا كأنه تحت الإستعمار!.. وبسبب تقليد الغرب في ما يسمى" حرية المرأة: إستولت المرأة اليوم على مراكز الشغل وبقي الرجل عاطلا، وقد يعمل نادلا بمقهي رغم الإجازة أو حتى الدكتوراه التي يحملها أحيانا ( أنظر مقالي: الشروق، المساواة بين الشريعة والطبيعة)... ولنسأل:هل إرتقى شعبنا أخلاقيا بهذه "الديمقراطية" ؟؟..لننظر الآن الى الفوضى والهمجية والطلاق والجرائم والتجاوزات والانحرافات الفظيعة !..ألا بئسَ ديمقراطية تفسد الأخلاقَ وتجعل الشعبَ يكره ويعادي بعضه ويكره حتى نفسه ووطنه ليموت في البحر هربا منه!... ..قال تعالى[إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السّمعَ وهو شهيد] في الختام نقول لجميع أنصار "الديمقراطية" ومنهم خاصة الغنوشي والمرزوقي وهما ابرز المساندين لأرودغان ولإخوان ليبيا ضد المشير حفتر: إننا لا نصدّق إدعاءاتكم بالديمقراطية،فأنتم بوضوح مكشوف من اكبر الدكتاتوريين ، والدليل هو أنكم لا تؤمنون بالتداول على الزعامة ،فكل واحد منكم داخل حزبه زَعيمٌ مَدَى الحياةِ...والدليل الثاني هو علاقتكم الودية مع الإنقلابي عمر البشير والإنقلابي أمير قطر المنقلب على والده.وكذلك الحاكم بأمره الدكتاتور اردوغان السّفاح ...والدليل الثالث هو دفاعكم عن اردوغان الذي صرّح وزير دفاعه قائلا " سنقيم حاكما عسكريا بليبيا"...فهل أنتم فعلا ضد العسكر أم هي مجرّد تعلة منافقة ؟؟؟ الجيش روح الوطن! إن الجيش هو روح الوطن،هكذا هي القناعة في كل حضارة وفي كل مكان وزمان!...وإنّ كل بلاد تعصف بها فتنة أو ثورة ثم لا تعقبها مرحة "دكتاتورية" مصيرها الحتمي يكون الضياع! فالفتنة تجعل البلاد والأخلاق كاللباس "المعكرشْ"يحتاج حتما آلةً للكوي!..قال الشاعر جبران (وكان بأمريكا ..قبلة الحرية!) : الخيرُ في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا* والشرُّ في الناس لا يفنى وإن قُبروا ! نقول كما قلنا مرارا وتكرارا لكل الديمقراطجية ومنهم الغنوشي والمرزوقي الذين افكارهم سرابُ بقيعة يحسبه الضمآن ماءً :هل السلاح الذي دخل الى بلادنا منذ 2011 كان بفعل "حفتر" ؟؟ وهل السفير الأمريكي الذي قُتِل في بنغازي سبتمبر2012 قتله "حفتر"؟؟ وهل "أبو عياض"تم تهريبه من جامع الفتح الى ليبيا ليقاتل مع "حفتر"؟؟ وهل "مؤتمر النفير" الذي شارك في الغنوشي بالقاهرة أواسط 2013، وهو السبب في تسفير شبابنا الى سوريا، هل كان بفعل " حفتر" ؟؟ وهل التونسيون المقتولون والمختطفون بليبيا ومنهم الصحافيان الشورابي والقطاري قتلَهما " حفتر"؟؟وهل الدبلماسيون التونسيون احتجزهم "حفتر" ؟؟ وهل الأقباط ذبحهم "حفتر"؟؟ وهل ملحمة مدينة بن قردان كانت من أجل صد هجوم "جرذان حفتر؟؟. وهل.. وهل..؟؟إن ليبيا هي اليوم في مفترق طرق خطير جدا بين الضياع والنجاح .والنجاح من المستحيل أن يكون بغير الجيش الذي يجب ان يواصل حملته دون أدنى توقّف لتطهير ليبيا من الرجس الإخواني الذي اوقع العداوة والبغضاء وشرّد العرب جميعا ومنهم خاصة الشعب الليبي ،رغم تعداده الصغير، الذي صار البعض منه يشحتون وبعض الليبيات خادمات منازل ببلدان الجوار!... اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه!