لقد عوّدنا كثيرمن الصحافيين وكثير من السياسيين وكثير من الاقتصاديين ان يكتبوا في الصحافة المكتوبة وان يتحدثوا في القنوات المسموعة وان يظهروا في القنوات المرئية لانتقاد حكومة النهضويين ليلا نهارا حتى اشتهروا بذلك اشتهارا وشربوا من لبن كتاباتهم ومن وعسل ظهورهم اودية وانهارا وقد صوروا من ذلك (خبيزة) كما يقول عامة التونسيين وقد كسبوا من ذلك الاف بل وملايين الدنانير واشتهر اكثرهم بين القراء والمشاهدين بالسنتهم وأقلامهم الحادة السليطة التي كانوا يشحذونها بكرة عشية لينهالوا على حركة النهضة بما يشاؤون من العبارات ومن الكلمات ومن الجمل ومن المقالات الساخطة الرافضة لحكومتهم والتي اقل ما كانوا يقولون عنها انها موالية لنظام الاخوان وللسياسة الأوردغانية ومرتهنة للاموال والهدايا والهبات القطرية... وها ان حكومة النهضة قد فشلت وقد سقطت واصبحت في خبر كان وسيخلفهم بعدها حكومة اخرى لا ندري من اي جنس ومن اي طينة سيقع صياغتها و«تمليسها» ذات صباح او ذات عشية وعلى هذا الاساس فانني اظن ان هؤلاء الصحافيين وهؤلاء الخبراء وهؤلاء المحللين المأجورين الذين استكرشوا وتمعشوا من سب ومن شتم حكومة النهضويين سيخسرون بقراتهم الحلوب وسيفقدون دجاجتم الذهبية التي كانوا يكسبون منها ما لم يحلموا بكسبه في عهد النظام السابق اي قبل ثورة الربيع التي نعتوها بثورة «البرويطة» استهزاء بها وسخرية منها... وهم يدعون انهم يدافعون عن الطبقة الكادحة الفقيرة الجائعة العارية لنيل حقوقها ونصيبها من الثروة الوطنية التي قالوا ان حركة النهضة قد سرقتها ونهبتها وهربتها في الأماكن خفية سرية وعلى كل حال فاني اذكرهم اليوم بعد سقوط حكومة النهضويين انهم قد وقعوا في الخسارة ولا ولن تجري وراءهم وخلفهم بعد هذا السقوط القنوات المسموعة والمرئية والصحف المكتوبة السيارة وانني اتساءل ايضا كيف ستؤثث هذه القنوات اوقات بثها وكيف ستملأ هذه الصحف اركان واعمدة نشرها اذ لا اظن ان هناك موضوعا مهما قادرا على جلب وشد انظار وانتباه القراء والمشاهدين كما كانت تجلبهم تلك البرامج التي خصصت و شحذت لجلد وسلخ حكومة النهضويين كما انني اخشى كل الخشية ان تندم هذه الصحف وهذه القنوات على إساءتها لمن لم نره قد اساء اليها ولا ظلمها بل كانت حرة طليقة فيما تكتب وفي ما تقول متمتعة بمناخ الحرية التي جاءتها به ثورة (البرويطة) العفوية الشعبية اذ لم تقيدها حكومة النهضة بسلاسل ولا بحبال ولا حتى (بطقريطة) ... ولكم نرجو اخيرا من قلوبنا ونحن صادقون الا يندم هؤلاء الصحافيون الذين تفننوا في سلخ وجلد حكومة النهضويين على ايام حكومة النهضة الماضية السالفة التي كانوا فيها يرتعون ويلعبون ويمرحون ويقولون يكتبون ما يشاؤون ولكنهم رغم كل ذلك اختاروا وصمموا على المساهمة النشيطة في التسريع بإنهاء واسقاط هذه الحكومة كل التصميم القوي المحكم كما نرجو الا تدور عليهم الأيام فيعودون الى عهود الظلام ودوران الأيام كما يعلم العقلاء لا يبقي ولا يذر ولا يتسامح ولا يغفر ولا يرحم فيندمون متذكرين قول السابقين (شد مشومك لا يجيك ما اشوم) أو ذلك القول الصحيح الأشهر...(من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر)