الاسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة يمثل عقبة كبرى أمام تكريس ديموقراطية حقيقية، يتنافس صلبها الأحزاب المدنية على البرامج و التصورات بعيدا عن الصراعات الوجودية و نزعات الاقصاء و الالغاء التي عمقت الأزمة السياسية و بالتالي الاقتصادية و الاجتماعية . و اذا أخذنا بعين الاعتبار ما نص عليه الفصل الأول للدستور التونسي من مرجعية اسلامية للبلاد التونسية ، فان كل محاولات الالتفاف أو التطبيع مع الاسلام السياسي ، ستبوء حتما بالفشل الذريع و مزيد اضاعة وقت ثمين على وطن ينزف على حافة الهاوية . عندما أقول معارض للاسلام السياسي فليس بالضرورة اقصائي أو انقلابي، بل قدرنا أن نضغط من أجل أن تتتونس و تتطور حركة النهضة نحو حزب مدني محافظ ولاءه الحصري للوطن لا غير . في انتظار ذلك ، فلتشارك النهضة في حكومة يرئسها سياسي صاحب شخصية قوية و معارض للاسلام السياسي البارحة و اليوم و غدا ، أو فلتبقى في المعارضة . خلاف ذلك ، لا خروج من الأزمة .