دار لغط كبير في الفضاء الأزرق حول حادثة فرض جلب الوليٌ على تلميذة يتيمة في إحدى المؤسسات التربوية ...وانبرى عدد غير قليل من الناس يوزٌعون التهم ويدينون مديرا قاسيا لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا!!!..وصاحب معجم الإدانة والتشهير خطاب إجلال وإكبار لوالٍ همام تطوٌع ليصحب الفتاة اليتيمة التي "اهانها" المدير مثبتا ان الدولة وليٌ كل فقير يتيم ... لا يخفى على احد أن تبرير الغياب عن المؤسسة التربوية إجراء عادي يحمي التلميذ أساسا من نفسه ويحمي المؤسسة من التقاعس عن اداء دورها في متابعة التلميذ الذي يتحول إلى أمانة متعهٌَد بها بمجرٌد دخوله إلى المعهد او المدرسة...وإنٌ حرص المدير على حضور الوليٌ يدخل في صلب المهام الموكول إليه التي ضبطتها قوانين الحياة المدرسية والتي يستوي عند تطبيقها اليتيم وغيره...وإن الوان الحيل التي يلجأ إليها التلاميذ لتبرير الغياب والمغالطة تجعل الصرامة أمرا محتٌما .. ولست بصدد الدفاع الأعمى عن المدير الذي يمكن أن يصدر عنه ما يراه التلميذ إهانة.على أني لا انكر نوايا كل مسؤول في القطاع التربوي الصادقة في حماية منظوريه والحرص على نجاحهم .وكم من قسوة انقذت تلميذا من شرٌ نفسه.. أما ما قام به السيٌد الوالي فسلوك شعبويٌ ممجوج قد يضمن به البقاء في المنصب لمدة اخرى في هذا المزاد العلني المفتوح منذ اشهر لكنه يؤكٌد في المقابل أن برنامجه اليومي خاو وان الفراغ جعل منه وليٌا في غير موضعه.. ولو كان حريصا على متابعة المشاريع المعطٌلة في جهته، والقيام بالأعمال الإدارية والتقنيٌة الموكولة إليه لما وجد وقتا لنزع حذائه فكيف بالتطوع لمصاحبة تلميذة إلى معهدها!!!!..وسيكون مفيدا لو تجاوز مصاحبة التلاميذ إلى قيادة الحافلة التي تقلهم والتطوٌع لإعداد لمجة ساخنة تقيهم من البرد !!!...وسيكون الجميع _مديرين وتلاميذ وأولياء_ سعداء لو يقع دسترة التحوٌل في الخطٌة من "وال" إلى وليٌ...وهكذا، في ظلٌ الفراغ وغياب المهام، يصبح السيٌد الوالي في كل جهة مرجع نظر يلجأ إليه كل مدير مؤسسة تربوية لتبرير غياب التلاميذ.... إن حضور الولي عند غياب التلميذ امر حتمي لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتحوٌل إلى موضوع خلافيٌ، فللمؤسسة التربوية قوانينها التي وُضعت لحماية التلاميذ من انفسهم ومن خطر الشارع المتغوٌل. وإن حضور الوالي في مكتبه لتسيير المرفق العام وعلى الارض لمتابعة المشاريع التنموية أمر متأكد في دولة تراوح فيها المشاريع الكبرى مهامها…ولم يعين الوالي -على حد علمي-ليكون وليٌ من لا وليٌ له...لذا ليهتم كل مسؤول بما هو موكول إليه .. صحيح ان الشعبوية تجلب الانتباه لكنه انتباه ظرفي يزول بزوال صخبه الذي تبيٌن بعد هذه السنوات العجاف أنه غير مجد ..كفى شعبوية من عيٌن واليا غير مطلوب إليه ان يكون وليٌا