قرأت لحجة الاسلام الامام الغزالي رحمه الله شرحا عجيبا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه(داووا مرضاكم بالصدقة) يظهر فيه بجلاء فتح الله عليه فيه فقد ربط رضي الله عنه ربطا عجيبا بين مداواة المريض وهواتخاذ للاسباب ارشد إليه الهدي النبوي الذي اوردنا بعضه في الورقات السابقة التي نتابع بها افة الكورونا عافى الله الجميع والذي منه (إن الله خلق الداء وخلق الدواء الا فتداووا...) وبين الصدقة والصدقة باب عظيم الشا ن من ابواب الاحراز على مرضاة الله واستجلاب رحمته وهواللطيف بعباده دعت إلى الا نفا ق في سبيل الله سرا وعلانية عشرات الا يات والاحا ديث النبوية والتي لا يتسع المجال لمجرد ذكر بعضها الصدقة تطفئء غضب الله والصدقة وهي من اعظم صنائع المعروف وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ومنها وباء الكورونا والصدقة تذهب البلاء النازل والصدقة يمكن اعتبارها دعاء لان الدعاء طلب ورجاء من العبد لربه والدعاء والقضاء يتصارعان إلى ان يبلغا عنان السماء فيغلب الدعاء القضاء والله القادر على كل شيء يرد القضاء عندما يشاء ويلطف بعباده في قضائه ولا بزال يجري على الا لسنة الدعاء الما ثور(اللهم انا لانسا لك رد القضاء ولكن نسا لك ولكن نسا لك اللطف فيه) و( اللهم الطف بنا في ما جرت به المقادير)و(يا لطيف لم تزل الطف بنا فيما نزل سا لنا ك بالقران ومن عليه نزل) وصيغ الدعا ء بطلب اللطف عديدة تحفظها عجائز تونس عن ظهر قلب ولا تفتا ن تدعو بها الله في كل ملمة واهل تونس كانوا دائما بفضل تحف بهم الالطاف الالهية الظاهرة والخفية كما يردد ذلك العارفون والصالحون لايؤاخذهم الله بافعالهم وافعال السفهاء والحمد لله على ذلك الامام الغزالي رحمه الله يربط بين الأخذ با لاسباب في علاج المريض والتصدق على عيال الله من الفقراء المحتاجين فان الله بتلك الصدقة يطلق السنة هؤلاء الضعفاء الذين اوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(ابغوني في ضعفائكم فبهم ترحمون وترزقون) وبهم يصرف البلاء يدعو هؤلاء الضعفاء الذين امرنا الله بتفريج كربنا الذي هو مرض عزيز علينا يقول الامام الغزالي رحمه الله ببركة دعائهم يلهم الله الطبيب المعالج لمريضنا بالدواء الناجع الذي يشفيه باذن الله ولاعجب ولاغرابة في الأمر فالامور شديدة الارتباط ببعضها عند الله إذ قلوب العبا د بين اصبعين من اصابع الرحمان يقلبها حيث شاء ويوجهها حيث يريد ويختار وهو لايختار الا الخير لعباده فهو لطيف لطيف لطيف وهو سريع اللطف كلما اشتد بعباده الحال ودعوه با لسنتهم و دعاه لهم الضعفاء من عباده الا وعجل بالاستجابة فليس بين هذا الدعاء وبين الله حجاب وهو القائل(امن يجيب المضطر ويكشف السوء) فاللهم اكشف عنا السوء واذهب عنا البلاء يا سا مع الدعاء بجاه حبيك المصطفى اللهم امين يارب العالمين .