عرفت الدكتور حامد القروي رحمه الله واسكنه فراديس جنانه (والذي غادرنا ماسوفا عليه إلى دار البقاء يوم امس الجمعة 27مارس2020) الوزير الأول السابق ونائب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي سنة 1988 والبلاد تعد لانعقاد المؤتمر الأول للتجمع الدستوري الديموقرطي الذي تغير اسمه من الحزب الاشتراكي الدستوري إلى التجمع الدستوري الديمقراطي بقرار اتخذته اللجنة المركزية في اوائل سنة 1988انطلقت على اثره اللجان المكلفة بإعداد المؤتمر في أعمالها وقد أُوكل للدكتور حامد القروي رحمه الله وهو انذاك يشغل خطة مدير الحزب الإشراف على أعمال اللجنة السياسية والتي ضمت في عضويتها عديد الوجوه السياسية من المخضرمين وممن التحقوا بصفوف التجمع بعد السا بع من نوفمبر لم اكن عضوا بهذه اللجنة ولكنني قرأت ذات يوم جمعة في جريدة الحرية أن اللجنة السياسية ستدرس في مساء ذلك اليوم موضوع الهوية التونسية أديت صلاة الجمعة (بصفتي خطيبا بجامع مقرين) ثم مررت بصديقي الشيخ محي الدين قادي رحمه الله أريد أن يصحبني للحضور في اشغال اللجنة في موضوع أظن انه يهم الجميع لكنه اعتذر لشأن خاص يهمُه توكلت على الله وانا لا ادري اليات الحضور وهل هو مفتوح للعموم ام لا اعترضني قبل دخولي إلى قاعة الاجتماع وانا لست غريبا على دار الحزب القديمة بالقصبة احدهم وهو ملتحق جديد بالتجمع وكان قبل ذلك في المعارضة وقال لي ماذا تفعل هنا قلت له جئت لاحضر اعمال اللجنة لهذا اليوم في موضوع يهمني قال إن الدكتور حامد القروي رئيس اللجنة صارم قلت له انا جئت لاحضر ولاتناول الكلمة إن شاء الله دخلنا القاعة كانت غاصة بالحاضرين من المناضلين من مختلف الاجيال (وذلك دليل على ان الدستوريين الا من ابى وقليل عددهم لم يقصوا من التجمع كما يذهب الى ذلك البعض) افتتح الدكتور حامد القروي رحمه الله الجلسة وكانت كلماته كعادته دائما مختصرة موفية بالمقصود احال على اثر ذلك الكلمة إلى الدكتور التهامي نقرة رحمه الله وهو انذاك عميد للكلية الزيتونية للشريعة واصول الدين بعد ان اعيدت إلى سابق تسميتها لانها في صائفة1987شملتها اجراءات تعسفية اتخذتها الدولة في المجال الديني مواجهة حسبما علل ا نذاك لمخاطر التطرف كان عرض الدكتور التهامي نقرة رحمه الله مسهبا ومحيطا بموضوع الجلسة من كل جوانبه فتح على اثر ذلك الدكتور حامد القروي رحمه الله باب النقاش وكان بالفعل حازما في ادارة الحوار وكان يقاطع المتدخل إذا راى في كلامه استطرادا وخروجا عن الموضوع طلبت الكلمة ومكنت منها وكنت منضبطا في تدخلي متقيدا بموضوع الجلسة الاوهو الهوية التونسية ومقوماتها من لغة وتاريخ ودين داعيا الى ضرورة أن تنال من العهد الجديد كل عناية واهتمام لما في ذلك من حفاظ عليها في مواجهة من يريدون الانحراف عنها والنيل منها اواستغلالها وتوظيفها.لم يقاطعني الدكتور حامد القروي رحمه الله قال لي واصل هذا كلام في صميم الموضوع وانتهت الجلسة بسلام والحمد لله على ذلك لم اعد بعد ذلك الى اجتماعات اللجنة إلى ان انعقد مؤتمر الانقاذ و في ذلك اليوم المشهود يوم ان القيت مداخلتي في المؤتمر نيابة عن جهة بن عروس التي فوضتنا انا والاخ مصطفى الفيلالي رحمه الله بالقاء الكلمة على غرار بقية الجهات كانت كلمتي اخر الكلمات في تلك الجلسة التي صادف ان حضرها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي رحمه الله رفعت على اثر ذلك الجلسة ليأخذني الدكتور حامد القروي رحمه الله شادا بيدي قائلا لمن اعترضه من زملائه اعضاء الديوان السياسي ومنهم الأستاذ الحبيب بولعراس رحمه الله ( انظرو لجنتي اش اتطلع )قال الاستاذ بولعراس مازحا هل نزلت عليك اية (واذكروا نعمة الله عليكم اذكنتم اعداء فالف بين قلوبكم الى قوله فا نقذكم منها) لماذا غفلنا عنها ولم نتخذها شعارا لمؤتمر الانقاذ قلت له استغفر الله ومضيت مع الدكتور حامد القروي رحمه الله ليدلي للصحافيين بتصريحات حول اشغال المؤتمر احال لي على اثر ذلك الكلمة لاعبر عن بعض ما رايته في اشغال اليوم الثاني للمؤتمر ووقع ضمي في اخرالمؤتمر لعضوية اللجنة المركزية وقد كانت قائمة الاعضاء قد اغلقت وتمت قبل انطلاق المؤتمر علما وانني دعيت للترشح للجنة المركزية من طرف المسؤولين الجهويين في بن عروس ولكن الحظ لم يحالفني في حلقة قادمة اتعرض إلى ماعرفته في الدكتور حامد القروي رحمه الله اثناء العمل معه في الوزارة الاولى وفي النشاط الحزبي.