حزب التحرير الذي ينادي بخلافة على منهاج النبوة يعتبر أنه قد حان أوانها ، لا يؤمن بالديموقراطية الحزبية التمثيلية و يتمنى في اطار استراتيجيته المرحلية انهيار الأحزاب و فشلها و ان لزم الأمر انتفاضة الشعب ضدها ، من أجل نموذج حكم مركزي و في نفس الوقت جماهيري كالذي يتبناه و يعمل عليه رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيد . أخشى ما أخشاه ، أن تكون أطراف داخلية و خارجية ايرانية على سبيل المثال قد أقنعت السيد قيس سعيد أنه المهدي المنتظر الذي ستتحقق على يديه الخلافة على منهاج النبوة كما يتخيلوها . نعم ، أشك في الأمر بقوة عندما أسمع خطابات الرئيس العنترية تجاه القضية الفلسطينية و القدس و مساعيه الحالية لمبادرة عالمية في مواجهة الكورونا و محاولاته المتكررة في السطو على صلاحيات رئاسة الحكومة و السلط المحلية و تهميشه للأحزاب و الكتل البرلمانية ... هكذا هم الواهمون بالزعامة و المعتقدون أنهم أصحاب مهمة الاهية تاريخية ، أشخاص يعيشون في الخيال و في قطيعة رهيبة عن واقعهم و واقع دولهم و شعوبهم ، لا يتوانون في اتخاذ قرارات مصيرية أكبر من امكانياتهم و من امكانيات دولهم و يسعون دائما للعب أدوار البطولة و الريادة من دون أن تكون لهم مقومات و وسائل سياساتهم . هم أشخاص يمكن أن يشكلوا خطرا كبيرا على أنفسهم و على شعوبهم و دولهم أذا لم يتحرروا من دمغجتهم و لم يستفيقوا من غفوتهم . السيد قيس سعيد ليس وحيدا في هذا المجال بل يمكن أن نضيف له رئيس تركيا الحالي رجب طيب أردوغان و الذي يحمل نفس الأعراض و الأوهام مع اختلاف بسيط يتمثل في كونه مهدي منتظر حركة الاخوان . أما المهدي المنتظر الذي أؤمن به شخصيا فهو العقل و العقلانية لا غير و هو بالتالي مشروع حضاري و فكرة تخرج الأمة الاسلامية من سباتها و تخلفها العميق نحو أفق التداول السلمي على السلطة و التعددية و الحرية و البحث و العلم و الابداع ، أؤكد لكم أنها ستلقى معارضة شديدة و شرسة من كافة تيارات ما يسمى بالاسلام السياسي بلا استثناء و ذلك وجه الغرابة التي ستنجلي بمعرفة السبب و بطلان العجب و دائما في اطار العقل و العقلانية .