سأجيبكم كما عودتكم دائما بأسلوبي الصريح و المباشر لأن قيس سعيد لا يريد مصارحة الناس بقناعاته و توجهاته الايديولوجية خوفا من خسارة عديد الأصوات التي ساندته و انتخبته بكل تلقائية في الدور الأول ، طمعا منها في شخصية نظيفة ،وطنية و شريفة تقطع مع ممارسات الأحزاب و السياسيين . نعم ، بكل بساطة ، لأن قيس سعيد و حاشيته يعلمون القيمة المعرفية و الثقافية ل«كونيكورات» الحوار التونسي على سبيل الذكر لا الحصر و يدركون جيدا أنهم سيضطرون لاسقاط اقنعتهم و التخلي عن كافة أشكال المساحيق . أستاذ قيس سعيد ، أنت فوضوي محافظ ، تلتقي مرحليا مع مستشارك الفوضوي رضا المكي . و لمن لا يعلم معنى الفوضوية l'anarchisme ،فانه تيار فلسفي و فكري يعارض اي شكل من أشكال السلطة و يتبنى مبدأ الادارة الذاتية من طرف الشعب لمعيشته و مصالحه . الفوضويون لا يقبلون الأحزاب أو الحكومات ، وما صيغة الانتخاب من القاعدة الى القمة الا وسيلة لضرب الأحزاب في الصميم والتأسيس للمشروع الفوضوي . الفوضويون و خصوصاً المحافظون منهم يمكن كذلك ان يلتقوا مع ما يطرحه حزب التحرير على سبيل المثال من رفض للتعددية الحزبية و وارد جدا أن يقاسموهم نظرية الخلافة على منهاج النبوة على يد مهدي منتظر يتوقع الكثير منهم ظهوره في هاته الأعوام التي يعتبرونها أخر الزمان . في هذا السياق ، يتنزل حديث السيد قيس سعيد عن الفاروق عمر ابن الخطاب كنموذج لشكل السلطة والحكم فليس الأمر عفويا أو مصادفة . فليعلم الأستاذ قيس و غيره من المترشحين المحافظين أو "الاسلاميين" ، أن الغاية في الاسلام لا تبرر الوسيلة ، و أن اخفاء قناعاتكم عن الناس، يدخل في باب الخديعة والتحيل و المفروض منك و منهم أن تتجرؤوا على الافصاح عن أفكاركم و خلفياتكم من دون حسابات سياسوية أو انتخابية . أنا العبد الفقير لربه، أصارحك سيد قيس بخلفيتك الفكرية ولا أنتظر جوابا و لا ردودا .