فقدت تونس اليوم احد رموزها الاوفياء التيجاني مقني، تغمده الله برحمته الواسعة، ورزق اهله وذويه جميل الصبر والسلوان، كان رحمه الله من الذين آمنوا بمسيرة تونس بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة، ناضل منذ صغره في حزبه، حيث كان نشيطا في الاتحاد العام لطلبة تونس،لما كان طالبا في فرنسا، و عند عودته الى تونس، متحصل على الاجازة في العلوم الطبيعية، واصل نضاله في الجمعيات الرياضية والثقافية، وهو أستاذ في المعهد الثانوي للفتيات بصفاقس، مسقط راسه، التي واكبت صعوده في كل المسؤوليات، بانتخابه كاتب عام للجنة التنسيق فيها، ثم عضو ا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الدستوري الى ان تحمل ذروة المسؤولية عضوا في الديوان السياسي و كان كذلك نائبا في مجلس الامة، وتحمل خطط اخرى كرئيس مدير عام للشركة التونسية للملاحة وغيرها من المسؤوليات التي تحملها عن جدارة ليس من السهل ولا من الهين رسم صورة واقعية لإنجازات التجاني، ولما قدمه من خدمات جليلة،تذكر فتشكر، واهل مدينة صفاقس ادرى مني بذلك، اذ تولى مسؤولية مستشارالبلديتها، ثم رئيسا لها في فترة 1975-1980 ولم يبخل علي بنصحه وارشاده،عندما كنت على رأس بلدية ملولش المحدثة 1985_1990 كان التجاني كما عرفته،سباقا في تطوير المجتمع،والنهوض به الى الافضل، لأنه يؤمن بالعمل الصالح في خدمة الغير، وما أتذكره يوما في لقاءاتنا المتعددة، مجد دوره، او تباهى بإنجازاته، أو عمل على الاطاحة بمن لا يشاطره رأيه، او خان أصدقاؤه، وكان المغفور له، محمد الصياح، يكن له المحبة والتقدير، لأنه من الذين ساهموا في بناء الدولة العصرية، التي ننعم بالعيش فيها اليوم، ولم ينقطع عن الدفاع عن افكار بورقيبة بذكائه الحاد، وذلك عن دراية وتبصر، وكان من الذين اختاروا"نحن الذين نموت واقفين ولن نركع"، أي لسان يعطيه حقه اليوم، وأي قلم يعدد خصاله، ففي غروبه عني ذكريات لا تنسى، وصور من شريط لن يكتمل، أثر فيهمنتسكيو، وديكرتوغيرهما من فلاسفة التنوير، وكان عصرهم عصر المعرفة،ومصدر الحضارة الانسانية الحالية، مثل فصل السلطات، والديمقراطية، والحقيقة عن طريق العلم، و اذكر ما كتبه في مقال نشره في جريدة لابراسبتاريخ 21/01/2011: "الديمقراطية تعني احترام الآخرين ونبذ الفوضى"، ويضيف "صحيح أن تونس تمر بمرحلة انتقالية " وواصل" ...صحيح أيضاً أن الانتقال الديمقراطي يمكن أن يمر بلحظات من عدم اليقين فدعونا نحذر من المناورات السياسية ونجعل هذا الانتقال سلميًا ... "فكان كما عرفته سباقاللأحداث... وفي خاتمة هاته اللمحة التي جادت بها ذاكرتي،لا يفوتني الا ان اترحم عليه، راجيا من الله أن يرزق كل أفراد عائلته وسائر أصدقائه ومحبيه، جميل الصبر والسلوان " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" صدق الله العلي العظيم