أريد أن أشكر في البدء وفي الاستهلال الشيخ الفاضل صلاح الدين المستاوي الذي قبل عتابي وتذكيري بصدر واسع رحب ورد عليهما احسن وافضل رد وقد ابان بذلك والشيء من ماتاه لا يستغرب عما يتحلى به في سريرته من الطهر والنقاء ومن الصفاء والأدب وهل يقبل العتاب الا ذوو الأخلاق الفاضلة ورفيع الآداب؟ ولا شك ان قبوله لما اظهرته له من عتاب وما خصصته به من التذكير بضروة التعريج على فضل وتاريخ جامع الزيتونة العظيم كلما ذكرت الجوامع ومتى ذكر شيوخ الاسلام في كل مقال وفي كل مقام يدل على انه بفطنته الثاقبة وبفراسته الصائية قد تاكد ان وراء هذا العتاب وهذا التذكير من اخيه ابي ذاكر نية سليمة وحبا عميقا دفينا وغيرة كبيرة في قلب صاحبهما تجاه منارة جامع الزيتونة هذا الصرح العلمي الكبير العريق منذ مئات السنين ورحم الله الذين قالوا قديما ( ان الحب الكبير يشفع لكل فعل كبير) و(رب عتاب زاد في تقارب الاحباب) ولا شك انه قد تفطن وقد شعر بغضب صاحبه واسفه الشديد على اغلاق هذا الجامع اللامع الساطع ذي المهابة والمكانة والحرمة الربانية بخطوة همجية تاريخية لم تراعي حقا خسارة وغبينة تونس اليوم من الناحية الدينية والعلمية والاخلاقية وقديما قالوا لا يعرف الوجد الا من يكابده ولا الصبابة الا من يقاسيها وعلى كل حال فلا فائدة اليوم من تحريك اوجاع غائرة ولا اثارة الام فائرة...فشكرا مرة اخرى لاخينا صلاح الدين الذي مافتئ يعمل منذ سنين على التعريف كتابة وخطابة بفضائل ومكارم وسماحة دين الاسلام جازاه الله عن ذلك حسن الثواب ورفيع المقام ولعل مقاله عن الجامع الأزهر وامامه الاكبر قد كان رمية من غير رام اراد بها الله ربط وتوطيد الأخوة و المودة بيني وبينه على احسن ما يكون وعلى افضل ما يرام والحمد لله اولا واخيرا على نعمه الكثيرة الجمة وعلى راسها جميعا نعمة الهداية ونعمة الاسلام ...والسلام