لو فقط منذ شهرين قصصت عليكم يا قرائي الأفاضل هذه الحقائق لرميتموني بالجنون و لضحك من كلامي أرحمكم بي و لأشفق علي أفضل طلابي برا بي خوفا علي من خرفالزهايمر لكنكم اليوم و نحن في أواسط أبريل 2020 تتداولون هذه الحقائق العجيبة على وسائل الإتصال الاجتماعي و تتقاسمونها و كأنكم مثلي أنا تشمتون في نظام عالمي جائر ينهار بعد أن قيل أنه عالمي وهو ليس عالميا و لا يحزنون بل نظام فرضه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على أعدائهم و محتليهم الذين سموهم محور الشر (عام 1945) أي النازية الألمانية بانتحار (أدولف هتلر)معها الفاشية الإيطالية بإعدام زعيمها المهووس(بنيتو موسوليني) و تعليقه في عمود من رجليه وهو جثة هامدة حتى تعفن وهو معلق من ثبل هؤلاء الذين يقدمون لنا اليوم دروسا مجانية في الرحمة و الإنسانية ثم قهر الأمبراطورية اليابانية التي استسلم رأسها الامبراطور (هيرو هيتو) و وضع أقدام المحتلين على صدره بيديه و برضاه دون أن يعدم أو ينكل به و بأسرته و لكن بعد مسح مدينتين كبيرتين عامرتين من مدن اليابان من على وجه الأرض بالقنابل الهيدروجينية (هيروشيما و ناغازاكي28 أغسطس 1944) و إبادة مليون مواطن ياباني على مراحل!و لنبدأ مع قصة العالم بالمقلوب بسبب الكورونا: وفد إيطالي بريطاني أمريكي يعمل منذ سنوات في موغاديشوإنتهت تواريخ إقاماتهم و أرسلت لهم حكوماتهم طائرتين لإعادتهم الى بلدانهم...فرفضوا العودة و طلبوا من سلطات الصومال تمديد الإقامات فالجو هناك أنقى و الوباء منحصر!! رئيس وزراء صومالي سابق أصيب بأعراض الكورونا سافر بسرعة الى لندن رغم نصائح الأطباء الصوماليين بأن الجو موبوء في بريطانيا فتوفاه الله هناك! قصة ثانية: الجدار العازل الذي بدأ الرئيس ترامب بتشييده منذ توليه الرئاسة على الحدود مع المكسيك منعا للهجرة السرية و اتقاء النازحين من المكسيك الى الولاياتالمتحدة يمتد اليوم الى مئات الكلومترات أغلقته السلطات المكسيكية بأمر من الرئيس المكسيكي (أندريسأمبرادور) و يتوافد يوميا الاف المواطنين الأمريكان طالبين اللجوء الى جمهورية المكسيك ومن بينهم من يتسللون ليلا خلسة عبر ثغرات فتحوها و هددهم وزير الداخلية المكسيكي بإطلاق النار عليهم كما كان يفعل حرس الحدود الغلاظ الشداد الأمريكان ضد المهاجرين من اهل المكسيك. لا مجال لدخول أي مواطن أمريكي الى المكسيك اليوم الا بتأشيرة من قنصليات المكسيك! وكل متسلل خلسة من أمريكا الى المكسيك عبر الجدار العازل يعاقب بالسجن ستة أشهر وبدفع غرامة مالية قدرها 3 الاف دولار! قصة أخرى من صميم الواقع: تتذكرون الممارسات اللا إنسانية التي كان يتعرض لها المهاجرون من سواحل المملكة المغربية الى أسبانيا عبر جبل طارق وهم من جنسيات افريقية و عربيةو كيف تطلق شرطة الحدود الأسبانية النار على مراكبهم الهشة بقصد إغراقها و قتل راكبيها المهاجرين؟ اليوم يقف حرس الحدود المغربية سدا منيعا حتى لا تتسلل مراكب المهاجرين الأسبان الى المغرب! قصة رابعة عشناها في فرنسا على المباشر تدل أيضا على انقلاب الموازين في العالم: صبيحة يوم الجمعة 10 أبريل أدى الرئيس (مانويل ماكرون) زيارة عمل و مساندة الى المستشفى الجامعي بمدينة مرسيليا (لعلمكم اسم مرسيليا هو اختصار لاتيني من اللغة العربية مرسى السفن عندما كانت السواحل جنوبفرنسا تحت سلطان المسلمين) و في مرسيليا جاء رئيس الجمهوريةيوم الجمعة للحديث مع الأستاذ في الطب الشهير (ديدييأرنولت) الذي أوصى بعلاج ضحايا الكورونا بدواء (الكلوروكين) المتداول منذ 20 عاما ضد المالاريا و الفيروسات المختلفة و عمل الأستاذ (أرنولت) مع فريقه الطبي في مخابر مستشفى مرسيليا للتخفيف من التداعيات السلبية للكلوروكين و كما تعلمون أثار هذا الطبيب العالم ضجة بدأت فرنسية و انتشرت في العالم و أوصى الرئيس ترامب باعتماد هذا الدواء الى جانب الصين و كوريا الجنوبية و ماليزيا و تركيا و السويد و الترويج و أعلن (ماكرون) أنه يؤيد الأستاذ (أرنولت) و أراد تشجيع الفريق الطبي العامل معه فسأل كل واحد منهم من أين جاء و ما هي جنسيته أمام الكاميرات مباشرة و اندهش الرئيس لأن د. عبد الكريم هو تونسي و د.مامادو من بروكينا فاسو و د.كمال من المغرب....الخ.. وليس من بينهم فرنسي أشقر واحد لأن هذه الكتيبة الطبية تعمل وتجاهد و تقاوم المرض في الصفوف الأولى المتقدمة و دون إمكانيات ضرورية! وهذه الظاهرة تداولتها أجهزة الإعلام بحذر و أحيانا بإخفاء الحقائق خوفا من اليمين السياسي العنصري الماسك بالاعلام و القنوات هنا وهو قوي و عنيف الى درجة تلقي الأستاذ (أرنولت) التهديدات بالقتل! و يقول هذا الرجل العالم ذو الشعر الطويل كأنه (بوفالو بيل): إنهم يقاومون الكلوروكين لأنها بخسة الثمن و سعر العلبة 5 يورو فهو في نظرهم دواء ملعون لأنه لا يثري التجار و المضاربين و الوسطاء!