*1* في عصر الانحطاط السياسي العربي يحق لكل سياسي ان يمنح لنفسه شهادة كفاءة سياسية ...وقديما قالوا اهل مكة ادرى بشعابها ولعل ما جرى لنا من عهد النكسة الى عهد الدمار والانكسار وتحطيم محرار النخوة العربي لم يمر تحت غطاء لكل طاغي يوم من رد الاعتبار للاحرار ...وفي هذا السياق صرحت جدتي منذ 14-1-2011 ان من تعود على الهزائم لن يجني منها الا لونها وطعمها ..واضافت بمرارة التهكم على ما يجري منذ 1948 وما جرى " ما تخرج الصدقة الا بعد ان يشبع اهلها "...ويا اللي ناوي الغوص في دهاليز السياسة العربية عليك بقواعد اقناعية جديدة مستمدة من محيطات الثرثرة والغوغائية والبكاء والاجهاش بالمآسي على المباشر الدامي للشعوب العربية القادمة على مهل لاكتساح مناطق ما بقي من منطق - كل اناء بما فيه يرشح - وكل مواطن عربي وما بقي له من حزبه المستنسخ من فكر الهدي الماكر والموشح الهادر في مجتمعنا الساحر ...وارى ان الكثير من العرب قد تنفسوا الصعداء من جراء ما اكتسحنا من هول جائحة الوباء الكوروني الذي هزم جميع الاقطار القوية وغير القوية والعظمى وحتى مواطني العالم الثالث وغيره ولكن ما جرى جرى والملدوغ من الهزائم العربية العديدة لا يمكن له ان يتنفس الصعداء وينفض غبار ما جرى من جراح لان التاريخ لا ينسى ما جرى والكل مسجل بجزئياته في صفحاته. *2* طال الانتظار وربما يحق فينا قول الاقدمين من جهابذتنا ومفكرينا – عيل صبرنا – رغم اننا لم نطل الاقامة في حظرنا الصحي خوفا من ضئيل لا مرئي المسمى بفيروس كورونا وفي تخميرة الحظر امكن لنا تغيير الاقامات من يوم لاخر حتى لا يتفطن لنا الفيروس ويتعود على مساكننا ولكن نسينا او تناسينا ان تغيير السجن بغيره هو في حد ذاته تضييق لاصول الحرية ...ما العمل ونحن العرب رغم تشدقنا بالحرية وهي شبيهة بها ولم تكن ابدا اصلا كما درسونا او قارنوها لنا بما كان ينعم الاقدمون ولكن لا ننسى الشيء المقنن منها ان تعودناعليه دهرا بما به من بعضها يمكن ان يكون متنفسا لغدنا الذي يمكن ان يعودنا على طموح صعود سلمها تدرجا ومع ضوئها الخافت في ظلام حالك يمكن ان نرجو من الامل طموحا تصاعديا نبني من مستقبله درجات في صعود هرمها . واختم بحكم من الامام علي بن ابي طالب رضي الله عليه: "فإِن تسألني كيف أنتَ فإِنني * صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة * فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ * وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ * وفوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُّ" *3* ولدت باتعابي وعمرها اشهرا تسعا في بطن امي الرؤوم التي كلما اسالها كيف كان حملك بي فتقول لي كنت كالليث في عريني وعندما سالتها لماذا بكيت بمرارة لم توصف في العالم صرحت بصدق لا مثيل له وصارحتني بانني صحت يوم دخول العالم الجديد صيحة مروعة احسست من ورائها انني في ساحة وغى حامية الوطيس كانك تبكي فلسطين او العرب اجمعين لانهم لم يحصّنوا موقع ولادتك بين رايات القدس الشريف وكرم العرب وشهامة المسلمين ...احسست يا طفلي كانك تحمل مواثيق الانخذال العربي الدامي وجئت لتبلغ وتقتفي اثر المجاهدين الغابرين ...ولكن ما استغربت له كيف كانت دمعتك دامية في حجم بيت المقدس ....ومما زادت في غرابتي هو كثرة حملك لوثائق الهزائم العربية على مدى سنين ولم انبس ببنت شفة لانني لم اكن اعرف اكثر منك واقعنا العربي.. واتدرج الى الخاتمة بشعر حول القدس:بقصيد للمبدع تميم البرغوثي امير الشعراء: مَرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها