و أنا أتابع ما يكتبه الأستاذ صالح الحاجّة في ركنه الجديد "فكرة" استوقفني ما كتبه في احدى المرّات تحت عنوان "الهادي دانيال عاشق و مغامر..و أنا لم أجد من يغنيلي في عرسي" و أنقل حرفيا بعض ما كتبه في ركنه كالآتي " لا أبالغ إذا قلت أنني كتبت عن مئات الكتب و قدمتها للقرّاء و كنت أكتب عنها بحب و حفاوة و تقدير ... وكنت أدعو إلى قراءتها و الإقبال على اقتنائها و الاستفادة منها....و لكن عندما صدر كتابي الجديد "حرقة إلى الطليان" لم يكتب عنه إلاّ بعض أصدقائي الأوفياء الذين يستحقون منّي كل شكر وتقدير وعرفان فعليه ومنه العوض ...." ولكن دعوني أقول و أنّ أهم ما استوقفني ممّا كتبت أستاذنا الحاجة في هذا الركن هي عبارة " فعليه و منه العوض "و أتّفق معك تماما أستاذ صالح على استنتاجك هذا - في هذا الزمن الذي نعيش حيثيسمح البعض أن يدسّوا لنا سرّاالسمّ في أكلنا و من الغديدعون لنا جهرا كي نعيش. نعم سي صالح لا تنتظر شيئا من عصر كهذا يسوده النكران و الجحود و النسيان و البغضاء و الانتهازية و التملق و الكذب و يسوده الفكر الغنائمي و بالتالي فقداداننا لكلّ القيم و الأوصاف الحميدة. يستحق منك أن تخلص إلى" عليه و منه العوض؟ " و لكن و رغم كلّ ذلك أدعوك أستاذنا إلى مواصلة الكتابة و لا تأهبه لمّن تنكروا أو أداروا ظهرهم و وجهوهم لكتابك الأخير فلن يزيدنّك هذا التنكر إلاّ شجاعة لمواصلة مشوار الكتابة و البحث رغم شقاء العمل في هذاالمجال و ما علينا إلاّ أن نكتب و قدرنا أن نكتب فلا تبقى بعدنا إلاّ أعمالنا و أثار ما كتبنا من مؤلفات . و بالمناسبة أعدك – و وعد الحرّ دين،إذا منحنا الله من العمر المزيد –أنّي سأسعى إلى نقل كلّ محتوى كتابك الأخير إلى سيناريو مسلسل أو شريط سينمائي و أنّي على ثقة و أنّ كلّ ما أثرته في كتابك يستحق اقتباسه وتحويله إلى مشروع عمل فنّي كبير باعتبار و أنّ كتابك أتى على العديد من القضايا الهامّة و خاصّة الظلم السياسي في حقبة من تاريخ تونس و الهجرة المفروضة و معاناة الحرقة و القراءة السيولوجية للمجتمع الغربي.، هذا ما يمكن أن أفعله في قادم المشوار و اللّه ولي التوفيق...