في كلمته التي نزّلها اليوم على صفحته الرسمية لم يحد رئيس الحكومة السابق،المكلف الحبيب الجملي عن نفس الخطاب والتوجه والموقف الذي درج عليه علنا أو في الكواليس، كلام أسوقه كوني عرفت الرجل عن قرب لمدة شهرين خلال مهمتي، كمستشار مكلف بالإعلام والاتصال في فريقه الحكومي المصغر، وقد عاينت ما يحتكم عليه الرجل من رصانة وخبرة ودراية بالأمور زيادة على أنه صاحب قلم. ورغم أن كل الظروف والحسابات كانت تهب رياحها ضد شراع سفينة الحبيب الجملي إلا أن الرجل أكمل واجبه إلى نهايته بمعية فريق لا يتخطى عدد أفراده أصابع اليد الواحدة فلا مصاريف ولا نفقات فقط بعض شباب من أبناء الدولة والادارة لا يفوق عددهم الثلاثة مع كاتبة وسائق، لا أكثر ولا أقل. ولعل قربي من الأمور يجعلني دون كل المتفرجين والمتابعين ومختصي التأويل وعشاق التنبير، قربي جعلني أتيقّن أن ما ناء به الجملي وفريقه يستحيل أن يتحمله إلا من لهم جلد وصبر وقدرة على التحمّل وخاصة الاستئمان على هذا الوطن والحرص على حمايته وحفظ شعبه. رجل صادق وعمل بأشياء بسيطة ومع مهارات كل في مجاله، لا فرنك ولا خروب، ولا قفز ولمز وهمز وبلا مشاكل عدا التفاهات والتنبير المتعارف عليه، وذهب الحبيب الجملي الى مجلس نواب الشعب ككل رئيس حكومة يمثل الوطن. ولقد سقطت حكومة الجملي بسبب حسابات السياسة والسياسيين، سقطت حكومة لكن رجال تونس من رجالات الدولة لم يسقطوا والمستقبل للمخلصين للوطن ورايته.