(دار لقمان على حالها) مثل مصري قديم مشهور في مصر وفي غيرها من بلدان الاسلام ويضرب هذا المثل للتنبيه وللتذكير بضرورة تغيير الاحوال اذا ساءت وفسدت ومضت واصابها الداء العضال ودار لقمان هذه كانت لهذا الرجل وتقع في مدينة المنصورة المصرية وقد سجن فيها القديس لويس ملك فرنسا قائد الحملة الصليبية على مصر في ذلك الزمان وقد بقي اسيرا في دار لقمان بضع سنوات الى ان فداه الفرنسيون كما اثبت ذلك المؤرخون...ثم عاد هذا القديس فقاد حملة صليبية اخرى قصد بها هذه المرة بلدان المغرب الى ان كانت هايته ان مات بتونس ودفن بها...وعندما نزل نابوليون بمصرعام 1799 في حملة صليبية جديدة قال احد المصريين يتوعده بالخيبة والفشل والخسران(دار لقمان على حالها) اي ان مصيره سيكون مثل مصير لويس من قبله اي السجن في دار لقمان... وانني كلما حل بالمسلمين شهر رمضان اتذكر مثل (دار لقمان على حالها) فاقول واسال هل سيتغير حال التونسيين من حيث عادتهم القديمة المتصفة والموسومة بالتبذير والاسراف في اعداد الماكل والمشارب على اختلاف الألوان والأشكال والأنواع والاصناف؟ لكنني مع الأسف الشديد ماريت الا المزيد من هذه اللهفة ومن هذا التبذير الذي لم ينقطع لم يخف حتى والتونسيون اليوم يعانون ويقاسون ازمة كورونا بكل فزع وبكل خوف وما زلت ترن في اذني تلك القصيدة الشهيرة التاريخية التي وصف بها المرحوم حسين الجزيري عادة التونسيين التبذيرية الشهوانية اذ قال رحمه الله وهو يصف حقيقة مشاعر ومقاصد التونسيين وهم يستقبلون شهر رمضان فرحت بمقدمه بطون الناس شهر تحن لذكره اضراسي تلك الموائد ما جلست امامها وضربت اخماسي الى اسداسي الا وصار القلب في شرك الهوى يرجو تعطف مرقة البسباس ويلوذ بالأكباب واشواقي الى طاجين جبن طيب الأنفاس يا للبريك ويا للحم حشوه قد جودوه بقوة المهراس والجوز في تمر تحلى واستوى وكذلك تشهد بوزة في الكاس ان القطائف لا مثيل لنورها فتضيء وسط البطن كالنبراس... فهل كذب حسين الجزيري لا سمح الله وهل بالغ وهو يصف مدى ازدياد وتكاثر وتناسل وتفرع شهوات التونسيين في رمضان وهم يروجون ويدعون في كل حين وفي كل ان بالفم وباللسان انه شهر الصيام و التدرب على قلة الأكل وعدم التبذير في الشراب وفي الطعام وضرورة الابتعاد عن الاسراف قدر المستطاع وقدر الامكان؟ وهل كذب الاطباء لا سمح الله وهم يقولون ويشهدون ان اقسام امراض المعدة والأمعاء تكتظ بمرضى التخمة و مغبة واضرار الخلط بين انواع الطعام اكثر من كل ايام العام ؟ بقيت ملاحظة اود ان اختم بها هذا المقال لاقول وانا اسف وحزين هذا ما قاله وهذا ما ارخ به حسين الجزيري رحمه لطباع وعادات التونسيين في شهر الصيام وهو لمن لا يعلمون زيتوني لم يتم تعليمه لاسباب سياسية معروفة فاروني واسمعوني ما قاله اساتذة ودكاترة كلية الآداب والعلوم الانسانية في هذا الموضوع يا من انتقدتم ويا من عبتم ويا من ازدريتم مستوى تكوين وثقافة خريجي جامع الزيتونية ويا من اعبرتم اغلاقه وتجفيف منبعه وتقليم اظافره حسنة من محاسن السياسة البورقيبية؟؟؟