"أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِها على أهلها، وكيف عَري مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت". -عمر بن الخطاب- صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. كما أنه من علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق. كان قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله، وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق؛ لتفريقه بين الحق والباطل. من أعظم المناقب التي أُثرت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- صفة العدل، لما كان منه من تمسُّكٍ بالحقِّ وعدم حيادةٍ عنه لأي سببٍ وتحت أي ظرفٍ كان، فقد وصفه النَّبي ﷺ فقال عنه: (إنَّ اللهَ جعَل الحقَّ على لسانِ عُمَرَ وقلبِه). وقد تمثّل عدله -رضي الله عنه- في معاملته مع رعيته وتعاملاته مع أمرائه وولاته، فلم يكن يفرِّق بين أحدٍ منهم، وكانوا جميعًا سواسيةً في الحقوق والواجبات، والشواهد والأمثلة الدّالة على عدل عمر -رضي الله عنه- كثيرةٌ جدًا