يقول الله تعالى في كتابه المنزل المقروء والمذكور والمعجز العظيم( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)(غافر6) فمن تمام رحمة ومغفرة ربنا العزيز القادر انه جعل لنا في كتابه العظيم سورة تتلى ابد الدهر عنوانها سورة غافر وذكر لنا فيها انه قد الهم وعلم ملائكته الكرام على مدى الأيام والشهور والسنين ان تستغفر لعباده التائبين والذين اتبعوا سبيله الى يوم الدين كما ان مغفرة الله رب العالمين هي بغية وغاية ومطمع عباده المؤمنين في كل ان وفي كل حين(ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد)ال عمران 193/194 ولعل ابلغ ما قيل في هذا المقام قول ذلك العبد الصالح الذي بقي محفوظا على مدى السنين والأعوام (ان استغفاري مع اصراري لؤم وان ترك استغفاري مع علمي بسعة عفوك عجز فكم تتحبب الي بالنعم مع غناك عني وكم اتبغض اليك بالمعاصي مع فقري اليك يا من اذا وعد وفى واذا توعد عفا ادخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا ارحم الراحمين) ولله در ابي العتاهية الشاعر الزاهد عندما قال ما يحسن ان يردده كل قانت وعابد الاهي لا تعذبني فان مقر بالذي قد كان مني فما لي حيلة الا رجائي لعفوك ان عفوت وحسن ظني وكم من زلة لي في الخطايا وانت علي ذو فضل ومن اذا فكرت في ندمي عليها عضضت اناملي وقرعت سني يظن الناس بي خيرا واني اشر الخلق ان لم تعف عني وقد جاء رجل الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال (واذنوباه واذنوباه...) فقال له سول الله الذي اجتباه ربه واصطفاه( قل اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي ورحمتك ارجى عندي من عملي ) فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد ثم قال قم فقد غفر الله لك) يا لله ما اروع هذا الكلام وما اجمله وما احسنه وما ابهاه وما اعظم رحمة ومغفرة الالاه وما اظلم وما اتعس من لم يعترف بذنوبه ولم يدع ربه ولم يترجاه