هو رجل لا يخشى المسؤولية بقدر حرصه على تحمل وزرها بأمانة وروية، ديدنه أن يترك حيث ما مرّ أثرا وبصمة وأن يكون لمروره دوما معنى ووصمة... ترأس الاتحاد المنستيري بعد نازلة نزوله للرابطة الثانية وكان على رأس أول ودادية لرؤساء الأندية المحترفة.. ولمعرفة الوصفة التي يعتمدها لتحقيق معنى لوجوده على رأس هذه الهياكل كان لنا اتصال بالسيد الهادي البنزرتي فكان هذا الحوار: بداية ما هي طبيعة الأجواء داخل قلعة الاتحاد وكيف تقيم مسيرة الفريق إلى حد الآن؟ أجواؤنا إلى حد الآن طيبة وهي محفزة على مواصلة البذل والعطاء للوصول بسفينة الاتحاد إلى مرفأ الأمان للعودة بالفريق إلى مداره الطبيعي في الرابطة الأولى.. نحن الآن نجني ثمرة مازرعناه وما هيأناه للنادي قبل انطلاق الموسم.. ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها الجمعية على الصعيد المادي خاصة فإننا تمكنا بفضل حرفية وانضباط اللاعبين وكفاءة الأطر الفنية التي أشرفت على الجمعية وأيضا بفضل التزام وانسجام وتضحيات المسؤولين من القفز على كل العوائق والصعوبات وتصدر لائحة ترتيب الرابطة الثانية... ولكن في أي إطار تضع إضراب اللاعبين بداية الأسبوع الماضي؟ نحن كهيئة مديرة ليس لنا أي إشكال مع اللاعبين بل نحن نقدر تضحياتهم وتفهمهم لطبيعة الظروف التي تمر بها الجمعية ونحن ساعون بكل ما أوتينا من سبل إلى الإيفاء بتعهداتنا المالية تجاههم وإضراب اللاعبين عن تمارين يومي الأربعاء والخميس الماضيين يتنزل فقط في إطار لفت أنظار الأحباء ورجال النادي إلى الظروف المادية الصعبة التي تتخبط فيها الجمعية لتحفيزهم على مد يد المساعدة لناديهم حتى يواصل السير على نهج التألق لإدراك الغاية التي رسمناها له جميعا وهي العودة مع نهاية الموسم إلى مصاف أندية النخبة.. أبرز ما استجد خلال بداية مرحلة الإياب التحوير الذي أدخلتموه على رأس الإدارة الفنية والذي جاء بفيصل الزيدي خلفا لجلال القادري فما هي خلفيات هذا التغيير وهل أن بقاء الزيدي تحكمه بالأساس النتائج؟ فيصل الزيدي لم يكن مدربا نكرة بالنسبة إلينا بل كنا أكثر الناس إدراكا لقيمة العمل الذي أنجزه طيلة إشرافه على صنف الآمال والذي أثمر ميلاد عدد من اللاعبين الممتازين الذين صعدوا إلى الأكابر بثقافة الألقاب التي أحرزوا عليها مع هذا الصنف، حيث لما حانت السانحة قرّرنا منح الثقة كاملة لهذا المدرب الذي تمكن في حيز وجيز بفضل جديته في العمل وواقعيته وحرفيته في التعامل مع المجموعة من إحراز 3 انتصارات متتالية غيّرت وجه الفريق وأعادته إلى المكانة التي هو بها أكثر من جدير.. باعتبارك رئيسا لودادية رؤساء الأندية المحترفة ما هي أبرز شواغل الودادية خلال هذا الظرف؟ أهم ما يشغلنا خلال هذا الظرف هو إيجاد الصيغ الكفيلة بإنهاء الموسم في أفضل الظروف هذا من ناحية... ومن ناحية أخرى فإننا الآن بصدد التشاور والتباحث حول مسودة مشروع جديد لإعادة هيكلة الإطار القانوني لنشاط الأندية بما يتلاءم مع المنظومة العامة للاحتراف التي تبنتها الكرة التونسية.. ما هي أبرز ملامح هذا المشروع؟ هو عبارة عن إطار عام يضبط الهيكل العام لنشاط الجمعيات الرياضية في تونس على غرار ما هو معمول به في فرنسا مثلا من خلال قانون 1986... هو بمثابة المفصل القانوني الذي بواسطته يتحول النادي من الإطار الجمعياتي البحت إلى المنظومة القانونية للشركات التجارية ليصبح ذاتا معنوية من ذوات القانون العام لها استقلاليتها المالية وتتمتع بأهلية الإلزام والالتزام... فبموجب هذا القانون سيتفرغ النادي إلى مؤسستين واحدة بغاية غير ربحية وتبقى خاضعة لقانون الجمعيات وأخرى عبارة عن شركة تجارية ولو بصيغة خاصة تنشط في إطار القانون المنظم للشركات التجارية مع وضع آليات وقواعد تضمن منع احتكار الجمعية من قِبل رأس المال حتى تبقى دوما ملكا للجمهور.. على العموم هذا المشروع سيتبلور بمزيد التشاور مع رؤساء الأندية في إطار الشراكة مع الجامعة التونسية لكرة القدم وتحت إشراف وزارة الشباب والرياضة... لنعود إلى الاتحاد الذي خطا خطوة عملاقة على درب العودة إلى الرابطة الأولى هل بدأت الهيئة في التفكير من الآن للإعداد للموسم القادم؟ رغم كوننا قطعنا خطوة كبيرة على درب العودة إلى مصاف الكبار إلا أن الحديث عن الصعود لازال سابقا لأوانه حيث لم نقطع إلى حدّ الآن سوى 4 جولات من مرحلة الإياب وعلى ذلك فإن تفكيرنا في مستقبل الاتحاد في الموسم القادم لم ينقطع حيث سنركز مجهوداتنا على البحث عن السبل المثلى لتوفير موارد مالية قارة للجمعية. كما سنسعى إلى خلق هيئة موسعة للدعم في العاصمة. كما سيقع بحث لجنة تعنى بتقييم وغربلة الرصيد البشري. والبحث عن تطعيم الفريق ببعض الانتدابات الموجهة وتبقى الجلسة التقييمية مع نهاية الموسم مجالا للتفكير في مستقبل الإشراف الفني على دواليب الاتحاد ولكن قبل هذا وذاك مازالت أمامنا جملة من الاستحقاقات في الرابطة الثانية وجب التعاطي معها بنفس الروح وبعدها يصبح لكل حادث حديث... سي الهادي رأيكم بكل صراحة في الأحداث التي بدأت تتواتر كل أسبوع على ملاعبنا وآخرها فاجعة بنزرت؟ قلناها وأكدنا عليها منذ البداية: عودة نشاط البطولة في هذا الظرف بحضور الجمهور يعتبر مجازفة غير محمودة العواقب فرغم التطمينات التي صدرت عن السلط الأمنية في البداية إلا أن الوقائع أثبتت أن المنظومة الأمنية بالشكل الحالي عاجزة عن السير بالمقابلات إلى شاطئ الأمان لذلك فالحل كان يكمن في مواصلة السباق ولكن بدون حضور جمهور... ولكن حتى دون حضور الجمهور سجلنا حالات عنف واجتياح للميادين مثلما حصل في بنڤردان وبعده في بني خلاد؟ هذه الأحداث يبقى نطاقها معزولا ويمكن إيجاد التدابير اللازمة للتوقي منها ومهما يكن من أمر فهي أقل خطورة مما شاهدناه في بنزرت مثلا وهي في النهاية أحلى الحلول المرّة!! هذه الأحداث كانت منطلقا لعدة أصوات تنادي بإيقاف البطولة؟ إيقاف البطولة لا يخدم مصلحة أحد في هذا الظرف بالذات ولا هو يصب أيضا في مصلحة المنتخب الوطني أو في المصلحة العليا للرياضة التونسية ولا هو يخدم أيضا الوجه الذي نريد تسويقه للثورة التونسية وهناك التزامات على عاتق الأندية والجامعة تتعلق بالاشهار والاستشهار وحقوق البث التلفزي علاوة على الصبغة المعاشية لهذا النشاط بالنسبة للاعبين.. لأجل كل ذلك يبقى في نظرنا خيار مواصلة النشاط بدون حضور الجمهور أفضل الحلول الممكنة..