ورقتي الرمضانية سا خصصها هذه المرة لصوت متميز من الاصوات التونسية التي تشنف الاسماع بترتيل القران الكريم لا تزال تتحفنا به بعض محطاتنا الاذاعية والتلفزية في الحصص التي تبث فيها ايات من الذكر الحكيم. انه المقرئ الشيخ علي البراق رحمه الله( 1899/1981) اصيل مدينة القيروان التي انجبت الكثير من الفقهاء والادباء والشعراء والاطباء والقراء والذين من ابرزهم في العصر الحديث الشيخ علي البراق رحمه الله الذي لم يحل فقدانه للبصر بينه وبين حفظ كتاب الله العزيز والتمكن من علم القراءات وقواعد الترتيل فقد تتلمذ على كبار الشيوخ في القيروان و ظل ملازما لهم يصحبهم في كل لقاءاتهم ثم رحل إلى تونس وكانت وجهته الجامع الا عظم ( الزيتونة) ليستزيد من العلم بالقراءات على ا يدي الشيوخ المختصين .وفي العاصمة التي سكنها ذاع صيته واعترف الخاصة والعاصمة بنمطه التونسي المتميز في التجويد الذي ظل محافظا فيه على سلامة وصحة مخارج الحروف كما هي مدققة محققة مطبقة من طرف علماء القراءات بسند متصل لان علم القراءات لا يتلقى من الكتب ولكن يتلقى من الشيوخ وهو علم التطبيق فيه متلازم مع القواعد( انه علم مخارج الحروف وهو اصوات مقننة مضبوطة يتنبه إلى الخلل فيها اهل الذكر في هذا العلم با سماعهم المرهفة) كان الشيخ علي البراق رحمه الله عنوانا لمدرسة تونسية في التجويد هي ابعد ماتكون عن الغناء والتطريب هذا الأمر الذي ويا للاسف الشديد اصبح يغلب على قراء القران الكريم والذي غلب عليه التقليد وليس في مااقول أي انكار لتميز الكثير والكثير من الاصوات غير التونسيةالتي ابدعت وابهرت المصرية بالخصوص ولكن ايضا من عديد البلدان الاسلامية الاعجمية ( في اندونيسيا وايران وباكستان وفي بلدان اسيا الوسطى وفي افريقيا وغيرها) . تبارك الله ويمكن ان يكون ذلك مظهر من مظاهر اعجاز القران .انه الاعجاز الصوتي للقران المتمثل في هذا الثراء الصوتي وصدق رسول صلى الله عليه وسلم عندما قال عن القران انه( لا تنقضي عجائبه) الشيخ علي البراق رحمه الله بشهادة كل من استمع و يستمع إليه من اهل الذكر من ادق واصح المجودين للقران الكريم في العالم ولم نسمع بان احدا من اهل الذكر المختصين سجل عليه خللا فضلا على ان ما مايشعر به السامع العادي هو ان ترتيله رحمه الله ينطلق من مهجته ومن كل كيانه ويبدو عليه التفاعل الصادق و لعل احد عوامله واسبابه عدم انشغاله بمن حوله ممن يستمع إليه فالشيخ علي البراق رحمه الله فاقد للبصر ولكن الله عوضه عن ذلك بصيرة واشراقة في صوته الجميل المتميز قيل إن الدكتور طه حسين عميد الادب العربي رحمه الله وهو الازهري وهو ا بن مصر بلاد الاصوات الجميلة وبلاد كبار المقرئين والمجودين الذين يطول ذكر اعلامهم لما زار تونس واستمع إلى الشيخ علي البراق رحمه الله يرتل القران وفق اسلوبه الخاص اعجب بقراءته شديد الاعجا ب وتاثر بها غاية التاثر و روي عنه قوله انه لم يسمع مثل قراءة الشيخ البراق في الدقة والصحة والجمال وشدة التاثير. و من حسن الحظ ان خزينة الاذاعة الوطنية احتفظت بتسجيلاتها لترتيل الشيخ علي البراق رحمه الله وهي التي تبثها المحطات التلفزية والاذاعات. وعندما صدر في العهد السابق مصحف الجمهورية لاول مرة بعد الاستقلال (وهو مصحف تحفة لايقل جمالا وروعة من كل النواحي خطا واحرفا وورقا ولونا وتسفيرا عن المصاحف التي اصدرتها بلدان عربية واسلامية ذات امكانات كبيرة إن لم نقل انه يفوقها) . ارفق هذا المصحف الذي طبع باحجام مختلفة ومنها ختمة في ثلاثين جزء في علبة تجمعها ارفق مصحف الجمهورية بقرص يشتمل على تجويد القران الكريم بصوت الشيخ علي البراق رحمه الله بحيث يجمع مصحف الجمهورية لمن هو بين يديه بين القراءة والنظر في المصحف'( وهي عبادة) والاستمتاع بقراءة الشيخ علي البراق الجميلة المؤثرة اجزل الله مثوبته واسكنه فراديس جنانه
