فنّانون و فنّانات يتذمّرون من قلّة بثّ أغانيهم في الفضائيات و الإذاعات ، لكن عندما تقع دعوتهم إلى المنوّعات و تتاح لهم ، بذلك ، الفرصة لإثبات وجودهم و تقديم أعمالهم الجديدة أو حتّى القديمة للنّاس ، تراهم يتحوّلون ، فجأة ، إلى هواة مردّدين أغاني غيرهم من كبار المطربين و المطربات الأحياء منهم والأموات ، و كأنّهم يظهرون لأوّل مرّة في حصّة إختبار و إكتشاف للأصوات ! قد يُقبل منهم ذلك لو كانوا في سهرة خاصّة أو إحتفاء بذكرى رحيل فنّان كبير و تكريمه بإحياء مختارات من أجمل و أنجح أغانيه إعترافا له بتميّزه الإبداعيّ و إحتراما لماضيه... يمكن كذلك أن يبرمِج أيّ فنّان محترف في عرض خاصّ به ، أغنية كان يردّدها أيّام مراهقته الفنّية و لا يرى مانعا و لا حرجا في تقديمها كهدية إضافية ضمن باقة أعماله الشّخصية ، لكن أن يقتصر مروره في إحدى الفضائيات وهو ضيفها الأساسي و الشّرفيّ المطالب بتقديم إنتاجه و ليس بالتّقليد و محاكات الببّغاوات ، فذلك أمر لن يدخل دماغي و لا يقبله أيّ مطرب له أغانيه المعروفة و زاد محترم من المعجبين و المعجبات.... !!!! ثمّ ، و هنا بيت القصيد ، ماذا سيقول عنه أهل المهنة وجمهور المشاهدين من خارج البلاد الذين يكتشفونه لأوّل مرّة ؟ بصراحة أخجل من الجواب عن هذا السّؤال.. ولا يسعني إلّا التّذكير بتلك الحكمة المُمثَّلة في تلك المقولة العامّية التّونسية الثّمينة : " إلّي متغطّي بمتاع النّاس عريان"...