تم أمس تشييع جثمان المطرب الكبير محمد قنديل عن عمر يناهز 75 عاما اثر صراع طويل مع المرض لتنطوي صفحات من الفن الجميل تمتد الى نحو نصف قرن من الزمان أثرى فيها الطرب العربي بأحلى الاغاني واقوى الاصوات على ساحة الغناء، كان مشهد الوداع أمس بنفس رونق الهيبة الفنية التي كان عليها الفنان الراحل خلال حياته وشارك فيها العديد من رموز الاجيال الفنية المتعاقبة وحشد من جمهوره ومعجبيه، وعلى صدره وسام كوكب الغناء العربي السيدة أم كلثوم التي وصفته بأنه احلى الاصوات وتقدير الفنان الكبير وديع الصافي الذي خلع عليه لقب مطرب المطربين. وكانت «الشروق» قد زارته عند دخوله مستشفى الانجلو قبل حوالي الشهرين اثر تعرضه لالتهاب رئوي حاد وهو ما ضاعف من سوء حالته الصحية حيث كان قد أجرى جراحة قبل سبع سنوات على قبله بمستشفى كليف لاند بأمريكا، كما تعرض كذلك لكسر في مفاصل الحوض بعد انزلاقه في منزله قبل ثلاثة أشهر، وتعد «الشروق» هي الجريدة الوحيدة التي حرصت على لقاء الراحل قنديل في المستشفى الذي كان يعالج فيه ونقلت عنه تطميناته لجمهوره في العالم العربي. وفيما كان المطرب قنديل خلال زيارة «الشروق» الاولى له يملأ حجرته بالمستشفى تفاؤلا وطمأنينة بضحكته الجميلة، الا ان الزيارة هذه المرة كانت كئيبة بعد ان اصبح قنديل مجرد جثمان انقطع عن دنيانا وبقي لنا فنه، وداخل المستشفى أكد لنا الدكتور عماد عوض الطبيب الذي كان يشرف على علاجه بان حالته كانت قد ساءت قبل ثلاثة أيام رغم نقله الى غرفة العناية المركزة ليبقى على جهاز التنفس الصناعي الا ان ارادة الله كانت اسبق لتفيض روحه الى بارئها وقال: إن المتاعب التي كان يعاني منها في قلبه ثم اصابته بالتهاب رئوي حاد أدت الى زيادة حالته صعوبة خاصة مع ظروف سنه. المطرب الراحل من أبناء حي شبرا المصري في شمال القاهرة بدأ رحلته مع الفن عام 1941 وكانت أول أغنية سجلها للاذاعة المصرية «يا ميت لطافة يا تمر حنة» وآخر اغنياته قصيدة «النيل مهرجان» عام 1999 رفض بعدها الغناء احتراما لفنه وللاوضاع المتردية على ساحة الغناء كما سبق وقال ل»الشروق» خلال لقائها به قبل شهرين، وقد سبق لقنديل الزواج من الراقصة الشهيرة رجاء عبده صاحبة الملهى الاشهر «كيت كات» حيث اصبح النجم الاوحد للكباريه وقبل زواجه منها اشترط عليها الاعتزال من مهنة الرقص ثم انفصل عنها من العام 1961 وتزوج من اخرى كانت رفيقة عمرها قبل رحيلها عنه قبل سنوات. ومن أشهر أغاني قنديل السياسية «ع الدوار» «وحدة ما يغلبها غلاب» للثورة المصرية بخلاف اغانيه لثورة الجزائر، كما غنى للحب والجمال المطلق مثل «ثلاث سلامات» «يا رايحين الفورية» «جميل وأسمر» «ان شاء الله ما أعدمك» «لو كنتي ست الحسن والجمال» و»الحلو أبو شامه على جبينه»« و»سماح». ووداعا يا مطرب المطربين... وصاحب الصوت القوي الجميل في ألف أغنية تركتها لنا من زمن الطرب الأصيل.