…لما هاجر الزعيم الحبيب إلى مصر رأى الأمين العام للحزب صالح بن يوسف كلمة التونسيين والتونسيات قد اختلفت، ووحدتهم الوطنية تشتت فعزم على أن يجمع بينهم ويوحد مطالبهم وخطة نضالهم، فاتصل بقادة الحزب القديم والجديد واتصل بقادة الزيتونيين وقادة الصادقيين وقادة الجمعيات وجمع بينهم في اجتماعات سرية تمخض عنها مؤتمر ليلة القدر سنة 1946 الذي انعقد ليلة القدر برئاسة القاضي العروسي الحداد وضم 300 شخصية تونسية من مختلف التيارات كان من بينهم صالح فرحات وصالح بن يوسف والشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والهادي نويرة ومن النساء سعاد النيفر… وبعد أن خطب رئيس المؤتمر ونوقشت اللوائح وقع الاتفاق على مطالب أهمها المطالبة بالاستقلال التام….وبينما الجميع في آخر اجتماعهم داهمتهم الشرطة الفرنسية والجنود الفرنسيون فألقوا القبض على خمسين منهم قضوا عيدهم في السجن وفر الآخرون من بينهم الهادي نويرة الذي فر بلوائح المؤتمر من مدخنة الدار …. ….هذه الذكرى نسيناها وتناساها الرئيس الحبيب بورقيبة فقلّ أن يذكرها في خطبه لأنه لم يكن من صانعيها وإنما كانت من صنع صالح بن يوسف…