لم يعد لنا سوى الفايسبوك كملاذّ تواصليّ متاح لنُثْبت وجودنا كمبدعين مجتهدين وقادرين على الإمتاع ومغازلة الأسماع و إثراء ذاكرة النّاس بنفحات فنّية نؤمِن، رغم الحصار المفروض عليها، بأنّها ذات قيمة وباع وتستحقّ الإعجاب والإشعاع... ... لولا الفايسبوك لإعتقد النّاس أنّنا رحلنا أو إعتزلنا أو أُصِبنا بأفول طاقة الإبداع فينا..! ألْجموا أصداء أغانينا وطمسوا علامات وجودنا وأسدلوا ستارا غليظا داكنا بيننا وبين جماهيرنا التي كانت في ما مضى تردّد أعمالنا وتتابع أخبارنا وتشحذ عزائمنا وتُلهِمنا و تُسعدنا و تغذّينا.... منعوا عنّا منابع رزقنا وسلّموا جميع مناطق إشعاعنا إلى "نجوم و نجمات" أغلبها من ورق وأصواتها، في المباشر تبان على حقيقتها وتسبّب الإمتعاض والتّقزّز و الأرق.... لست أدري لماذا يفضّلونهم، بريشهم وحشيشهم علينا؟!.. هل نحن تافهون و رديؤون إلى الحدّ الذي يجعلهم يتعاملون معنا ومع فنّنا بتلك الدّرجة من الإحتقار و الإستنقاص و قلّة الإعتبار....؟! على كل حال، هم أحرار ولهم ، في ما يبثّونه على مدار اللّيل و النّهار كامل حقّ الإختيار لكنّنا في المقابل لن نستسلم ولن نُحْبَط و لن نَنْهار... لنا ثقة في قدراتنا... إنّها راسخة ثابتة لن يزعزعها إصرار بني جلدتنا على تجاهلنا وتعمّد بثّ أعمالنا، قطرة قطرة ، مجاملة أو درءًا لِما قد يُلام عليهم على سياستهم الإعلامية الفنّية المعادية، جهرا، للفكر و الإبداع التّونسي... نحن هنا... رغم هذا الجفاء و هذا الأمر المريب الذي يُحاك لنا ورغم هُزال مواردنا وضيق سوقنا وشبه إنعدام إمكانياتنا... نحن هنا... رغم قلّة ما باليد وإفتقارنا لأدوات الإنتشار الفارقة اللّازمة وشبه غيّاب الدّعم لنا والإعتراف بنا و السّنَد. نحن هنا... ولن نخنع ولن نغفر لهم ما هم فاعلون بنا و بفنّنا و بحقّنا المسلوب في التّواصل ، على الأقل ، مع جمهور بلادنا..... ربّي "يفضّل لنا الفايسبوك و مخترع الفايسبوك ....