خرجت جموع غفيرة في العاصمة (باريس) ومدن أخرى فَيَصِل العدد – حسب وسائل الاعلام – الى (ثلاث وعشرين ألفا متظاهر(ة)) تنديدا بالتمييز، وتفشي العنصرية وذلك على إثر مقتل الرجل الأمريكي (الأسود), بعدما أجهز عليه شرطي (أبيض),بوضع رجله على رقبته, حتى قُضيَ خَنْقا، بلا رحمة، ولا اعتبارات إنسانية. والمشهد هذا، يُوحي بالإهانة الشديدة في التٌعامل بين امر ومأمور, وتعبير هَمَجيِ عن الكراهية من مسؤول رفيع, ضد فرد أعزل من أفراد الشعب... وهذا لَعَمْرُ الله, من رواسب الجاهلية في العصور الوسطى, بينما, حين جاء الإسلام , دعا الى تكريم الانسان مَهْما كان جنسُهُ أو لونُه أو وطَنُه , ونَصُ هذا في الآية الشهيرة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"" (13) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم لأدم .. وأدم من تراب... وليس فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى." وهنا قد يأتي سؤال: لماذا هذا النوع من التعامل بوحشية مفرطة، قد تؤدي الى مثل الذي حدث، فاستيقظ العالَمُ في لحظة ليُعلن: كفى بالعنصرية: فتكا و قتلا... وهذا حق... فنحن نعيش في القرن الواحد والعشرين... لكن للأسف، نتكشف من حين لآخر، على فجوات هائلة وسوء معاملة، وقسوة شديدة، بين الانسان وأخيه الانسان، في كثير من الأحيان عند بعض من الشعوب و المجتمعات، التي تزعم أنها متحضرة... وياليتها فِعلا كذلك... ولكن، أين الثرى من الثُرياَ... وحسبنا الله ونِعم الوكيل.