كن اسلاميا ، قوميا ، اشتراكيا ، ليبراليا ، .....كن كما شئت ، و لكن لا تنسى أبدا أنه يتوجب عليك في كل الحالات أن تغلب دائما و أبدا مصلحة الوطن ، مصلحة تونس قبل اي اعتبار أو اصطفاف . فالأممية تبدأ من وطني كما بدات عالمية غابريال قرسيا ماركاز من قريته ، لا مستقبل و لا تجسيد لوحدة عربية او اسلامية ، اذا لم تقطع الشعوب مع انظمتها الإستبدادية و تخوض غمار الديموقراطية لتعبر عن ارادتها مع المحافظة و الاعتزاز بالهوية و الخصوصيات الثقافية و الاجتماعية الوطنية . كل التيارات السياسية ، ليس في تونس فحسب، بل في كل أصقاع الأرض، لديها علاقات و اصطفافات خارجية و دولية ، يمكن أن تصبح وبالا فقط اذا لم نغلب مصلحة الوطن الذي و كما قلنا اعلاه ، هو النواة الأساسية و النموذج المكتمل المصغر لأي مشروع وحدوي مثل ما تحمل خلية الجسم الواحدة التي لا ترى بالعين المجردة جميع صفات و تركيبات الانسان الحيوية رغم صغر حجمها . يمكن أن أختلف معك في الرأي و في الأيديولوجيا و الأمر لا يفسد للود قضية ، و لكنه سيفسد الود حتما اذا تأكدت من انك تغلب و تخدم مصالح خارجية على حساب مصلحة وطنك الذي بدونه لم و لن تساوي شيئا. انا تونسي و معتز بوطني الضارب في القدم ، وطن سنخدمه بما استطعنا لذلك سبيلا ، وطن سندافع عنه بكل السبل ، وطن سنرفع رايته و نعلي قدره بين الامم ، صبرا جميلا أهل تونس ، فان بعد العسر يسر ، أن بعد العسر يسر عاش وطني الرائع ، أبدا لن نخذل و لن نخون .