يقضّون ثلاثة أرباع وقت تواجدهم على ركوح مسارحنا في ترديد أشهر أغاني غيرهم من كبار الفنّانين التّونسيّين و الشّرقييّن الأحياء منهم و الرّاحلين ثمّ يتباهون بنجاح حفلاتهم "الببّغائية" دون ذكر و لو إسم من أسماء أسيادهم الذين إجتهدوا وأبدعوا و رحلوا تاركين وراءهم ثرورة غنائية ثمينة هائلة يعتبرها قراصنة فنّ هذا العصر الجاحد المستكرش النّهم غنائم سائبة يمكنهم الإستيلاء عليها و الإرتزاق منها دون خجل و لا حرج و ولادنى إحترام لأصحابها الشّرعيّين !!!! و الغريب في الأمر أنّ الجماهير و الإذاعات و الفضائيات تدعّم هذه القرصنة الفنّية المفضوحة و تشجّع هؤلاء الببّغاوات على الإستحواذ على إبداعات فنّانين و فنّانات طُمِست أسماؤهم و مُحِيّت ذكراهم لتصبح أغانيهم من ممتلكات "سلاطين" و "ملوك" و "فراعنة" و " أدْياك" طرب هذا الزّمن المجرّد من أدبيات الضّمير المهني والمُستهتِر بجميع الضّوابط و المبادئ و الأخلاقيّات ...