ماذا تقول الألوان للذكرى ..و للكلمات و هي تنحت هبوبها مثل ريح ناعمة في صدى الأوجاع..ثمة ألق في تفاصيل الحروف و الأشكال و الألوان حيث الطفولة ملاذ محفوف بالحلم و السفر الدفين..هنا كانت البدايات بين التلوين و الرسم و الموضة و أشكال العبارة في تفاصيلها الجمالية و الفنية قولا بالذات في تعدد نظراتها تجاه الأشياء و تقصدا للامتلاء بحالات من الابتكار شتى. هكذا يأخذنا الترحال الى الينابيع نحتا لشيء من ذاكرة الأمكنة و ترجمانا بديعا تجاه ذوات متعبة خبر الفنان حالاتها فراح لا يقنع بغير التجريب و السعي الفني العميق للوصول الى ما به تتخفف الذات من أتعابها و همومها و ابراز شجنها و حزنها و اعتمالاتها بلون مخصوص من الصبر و الألم و الأمل و الضحك و أحيانا السخرية..السخرية نافذة الفنان على تداعيات العالم و انحداره و سقوطه المريب. "... ماذا يقول الشاعر أمام ذهول الحالات... هل يفشي سر هذا العيون أم يحفل بزرقة المساء و هل يقطف برتقال اللغة ليعرف سر الضحك و بأي صمت يلوذ و الخريطة ضاقت بمائها و الأمنيات... الآن له أن يكتفي بموسيقى الألوان و يمضي باتجاه النشيد حيث النهر ينحت مجاريه و النور مجال تذكر و تلوين..." بين تلوينات و أنماط فنية شتى هكذا... ننظر باتجاه عوالم فنانة تخيرت الابداع لتقول بالأسئلة و تنحت خواطرها المفعمة بألم العبارة و شجنها و أمها كي تصبح الأكوان قصائد و علب تلوين و هكذا تظل الكتابة و الفن عناوين شتى لأغنيات في القلب و في الآفاق..انه الفن يجترح فكرة لصباحاته يتسلى بها قتلا للفراغ و النسيان. دارين بن عبد الله الفنان التشكيلية التي تخيرت نهجها الفني لتطلق منذ خطاها الأولى بالساحل التونسي بمدينة مساكن فكرة حلمها في سياقات الفن بما هو طريق طويلة للتجريب و المغامرة لتتعدد مجالات ابتكارها الفني و هي المقيمة بفرنسا و منذ سنوات حيث تعددت معارضها و مشاركاتها الفنية قولا بالابداع في حواره المفتوح مع الذات و الآخرين..و مع العالم. هي خريجة معهد الفنون الجميلة بتونس حيث درست بسوسة و شاركت منذ بداياتها بعديد التظاهرات الفنية التشكيلية و من معارضها نذكر معرض شهر أكتوبر سنة 2005 بدار الثقافة بمساكن و مرض ماي 2006 برواق محمد علي السعدي بقرطاج و بالمنستير سنة 2007 و سنة 2010 بمهرجان مساكن الثقافي ...و غير ها كما أنها قامت بتربص بحث بالسوربون بين سنتي 2007 و 2011 . و تقيم الفنانة دارين بن عبد الله منذ سنة 2011 بفرنسا و كانت لها مشاركة عبر أعمالها الفنية بمهرجان الحقوق الانسانية و ثقافات العالم بجهة " الهاي لي روز " الذي كان بمشاركات واسعة لفنانين و مبدعين. من أعمالها و منذ التخرج تجارب في الرسم و السيراميك حيث بدت لمساتها بين الابتكار و النظر الجمالي للأشياء و التفاصيل و منها أعمال خزفية برزت ضمنها الأبواب و الأشكال و المدينةمساكن و غيرها و هي الفنانة التي تقول باللون و التشكيل كمجال حيوي للعبارة العالية في ألقها مثل حروف و كلمات تنكتب في دواخلها كفنانة حالمة ...خواطر فيها الاحساس و شعرية اللحظات تحيل الى فسحات أخرى من عوالم التشكيل و الرسم. أبواب شتى و في هيئات من جمال السؤال الدفين تبرز في أعمالها لتظل مساكن مكان القلب المطل على العالم و منه باريس حيث الأبواب عناوين وجد و بهاء و جمال " باب و لا عتبه خلف الباب باب يبكي بابا لكم بكت الأبواب حين أضعنا المفاتيح صرير الباب أغنية لأنثى الغياب ردت وردتها و أردت العاشق على كمنجانه ثملا طافحا بالريبة مسموما يا أختنا الشجرة ..أدخلي زمننا خطوتين و افضحي سرنا في الحوض و في الياسمين و في الزرقة البعيدة..." انها رحلة مفتوحة على القول بالفن وعوالمه الطافحة بالشجن و الأمل حيث المسيرة الجمالية مشرعة على الكلمات و آهاتها و على الألوان و سحرها..تجربة تنفتح على لحظاتها المتعددة بكثير من الذكرى و الحنين...و الفن بالنهاية هو هذا البهاء الجمالي المتصل بالينابيع و موسيقى الكلمات و بذخ الأشكال و التلوين.