لقد أحسنت صنعا المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في عصرنا الحديث، بإعلانها الوجيه والبنّاء، أن الإساءة لنبيّ الاسلام، لا تندرج ضمن حرية التعبير.. وهو إجراء نرجو أن يكون فعّالا، ورادعا لتلك الشرذمة المارقة والمتطاولة على "المقدسات"، و "حرمة الانبياء" خصوصا نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم ونحن نقول للعالم: كفى يا ناس من الهذيان، في حقّ ولد سيّد عدنان، فقد استوفى نصيبه منذ بعثته- دون غيره من البشر- من الشتائم الجارحة، والتهكّم والتهجّم، سواء في وسائل الاعلام بمختلف انواعها، أو ما صدر من كُتب وقحة، وجرائد ودوريات بائسة. ولقائل يقول: لماذا كلّ هذا؟ والجواب: لا لشيء، سوى ركوب موجة خالف تعرف...ورغبة دفينة، في النفوس اللئيمة: حب الظهور، الذي يقصم الظهور. والذين يلهثون وراء ذلك، ويفعلونه من حين لآخر، إن افلتوا اليوم من مقاضاتهم في المحاكم الدولية، فانهم –وبلا شك- سينالون جزاءهم يوم العرض على أحكم الحاكمين، في "المحكمة العليا" يوم الفزع الاكبر. ان ضمير الانسان الحرّ- مهما كان جنسه أو دينه- لا يجرؤ على أن يفتري الكذب، أو يختلق الاشاعات، أو يشوه سمعة نبي عظيم: كنبيّ الاسلام، ظلما وعدوانا، لا لشيء، سوى تحقيق مآرب عاجلة، والوصول إلى فتات موائد فانية. قرأت منذ عشرات السنين- وأنا طالب في الجامعة- كتابا جليلا بعنوان: (وا محمداه)، لكاتب مسيحي مشهور من أهل الشرق، يدعى: الدكتور نظمي لوقا، عرض فيه باسلوب أدبي رفيع: "شخصية الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم، بنزاهة مفرطة وشفافية، وبكل الحبّ والتعظيم لقدره الشريف. وعلى خطاه ونهجه: وضع الكاتب الشهير ميكائيل هارت كتابه الذي كسح دور النشر العالمية منذ ظهر، وتُرجم إلى عدّة لغات- منها العربية-وعنوانه: الخالدون مائة...أعظمهم محمد) وفي فرنسا- البلد الذي اقيم فيه منذ اثنين واربعين عاما- أختصر بذكر "علمين" اثنين من كتّابها الاوفياء، وابنائها الاجلاء، اذ وضع كل منهما كتابا جليلا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، محّضا في طيّاته: جلالة محمد البشرية، وقداسة النبوة السماوية، واخلاقه ورفعته السامية، بصدق وأمانة، على غير ما عُهد عن جماعة من المستشرقين المتعصّبين، أو ما كتبه طائفة من المستعربين الغربيين الضُّلاّل. -فالاول: المستشرق هنري بولانقييه (1658 – 1722م)، ألّف كتابه المنصف والماتع بعنوان: (حياة محمّد) وهذا الدكتور الفاضل عبد الرحمان بدوي رحمه الله، يكتب عنه مُقيّما في موسوعته: (المستشرقين- ص143) فيقول: "انه اول كتاب اوروبي، تعاطف مع النبي محمد، وأعجب بمبادئ الاسلام"، ويقول في موضع آخر (ص144): "بيّن بولانفلييه النتائج الباهرة لرسالة النبي محمد، ودفع المطاعن التي افتراها الكُتّاب الاوروبيون: من العصور الوسطى حتى القرن السابع عشر، وعرض تفاصيل السيرة النبوية، بإنصاف وتعاطف، مع صاحبها ومع عقائد الاسلام" ا ه -والثاني: الرسّام الشهير، الذي يحتفظ له (متحف اللوفر) بباريس، بأجمل لوحاته العظيمة: اتيان دينيه، خلّد بقلمه وريشته سيرة نبي الاسلام في كتاب بعنوان (la vie de Mohammed)Prophète d'Allah ثم قام الدكتور عبد الحليم محمود (شيخ الأزهر)وخرّيج جامعة السوربون في باريس، بنقله إلى اللغة العربية باسم (محمد رسول الله)، وصدر عن دار المعارف بمصر ولله الامر من قبل ومن بعد وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد