لقد جرت العادة في الأمة الاسلامية منذ زمن بعيد ان يتساءل المسلمون في كل عيد اضحى عن شروط الأضحية المقبولة المجزية علهم يكونون من الذين يقول فيهم ربنا علام الغيوب( ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) ومن الكلام النافع المفيد في هذا المجال ما رواه علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو المعروف لدى المسلمين بالعلم الوفير والعقل الرشيد والقول السديد فقد قال (امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف العين والأذن وان لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء) رواه احمد واهل السنن وصححه الترمذي ولهم عنه ايضا قوله ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نضحي باعضب القرن والأذن )وقال سعيد بن المسيب (العضب النصف فاكثر) وقال بعض اهل اللغة ان كسر قرنها الأعلى فهي قصماء فاما العضب فهو كسر الأسفل وعضب الأذن قطع بعضها وعند الشافعي ان الأضحية بذلك مجزئة لكن تكره وقال الامام احمد (لا تجزئ الضحية باعضب القرن والأذن لهذا الحديث )وقال مالك( ان كان الدم يسيل من القرن لم تجزئ والا اجزا والله اعلم ) واما المقابلة فهي التي قطع مقدم اذنها والمدابرة من مؤخر اذنها والشرقاء هي التي قطعت اذنها طولا قاله الشافعي والأصمعي واما الخرقاء فهي التي خرقت السمة اذنها خرقا مدورا وعن البراء قال( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع لا تجوز في الأضاحي (العوراء البين(بتشديد الياء) عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والكسيرة التي لا تنقى) وهذه العيوب تنقص اللحم لضعفها وعجزها عن استكمال الرعي لان الشاء يسبقونها الى المرعى وروى ابو داود عن عتبة بن عبد السلمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المصفرة والمستاصلة والبخقاء والمشيعة والكسيرة) فالصفرة هي الهزيلة والمستاصلة مكسورة القرن والبخقاء هي العوراء والمشيعة هي التي لا تزال تشيع خلف الغنم ولا تتبع لضعفها والكسيرة العرجاء فهذه العيوب كلها مانعة من الاجزاء فان طرا العيب بعد تعيين الضحية فانه لا يضر عند الشافعي خلافا لابي حنيفة وقد روى الامام احمد عن ابي سعيد قال (اشتريت كبشا اضحي به فعدا الذئب فاخذ الألية فسالت النبي صلى الله عليه وسلم فقال(ضح به) هذا اهم كلام شرعي مختصر نافع مفيد قيل وسطر في شروط اختيار اضحية العيد قد ذكره اقطاب علماء الاسلام منذ عهد بعيد نرجو من الله تعالى ان يستفيد منه المسلمون اليوم كاحسن واجود ما تكون الاستفادة وان كان لبعض كتاب الصريح من المختصين في علوم الاسلام زيادة افادة فمرحبا بها ومرحبا بهم فزيادة الخير كما يقول اهل العلم ليس فيها ندامة واننا لنبتهل الى الله تعالى في آخر هذه المقالة ان يتقبل منا ما نتقرب به اليه من الأضاحي وغيرها من سائر العبادات والقربات وان يثقل لنا بها ما يسعدنا في ميزان ما نبتغيه عنده يوم الحساب من الحسنات انه سميع مجيب قريب وقد طمان عباده المخلصين بقوله المبين منذ قرون ومنذ سنين وهو اصدق القائلين (انما يتقبل الله من المتقين)...